في مشهد ملحمي نظمت إحدى تنسيقيات المتقاعدين العسكريين صباح اليوم وقفة احتجاجية أمام مؤسسة الحسن الثاني لقدماء العسكريين و قدماء المحاربين بمدينة كلميم حضرتها أرامل الشهداء و بناتهم و أبناءهم.

و الملفت في هذه الوقفة هي المداخلة القوية لإحدى بنات الشهداء التي صرخت بشكل عال متساءلة عن مصير حقوق هذه الفئة التي من المفروض ان تكون على رأس الفئات المعتنى بها و المكرمة دائما لما لها من دور في وحدة هذا الوطن.


نبهت المتدخلة إلى مجموعة من النقط المهمة حول اقصاء أسر الشهداء من رخص النقل و فرص الشغل و الحرمان من السكن اللائق و غير ذلك من الحقوق المكتسبة و التي لا تدخل بتاتا في خانة الامتيازات .

و بصوت جهوري مختنق بالألم و الحزن و الانكسار و نبرة مليئة بالغضب تساءلت المتدخلة قائلة أين هو حقنا نحن أبناء الشهداء، اين حق أمهاتنا الأرامل اللواتي يقتلهن المرض كل يوم بسبب الأمراض المزمنة، التي خلفها الفقر و القهر حتى أكل اجسادهن و ارواحهن....

المتدخلة تابعت بحرقة أسئلتها وسط صراخ المحتجين قائلة "كيف يعقل أن تعاني الأرملة اليوم و هي من قدم زوجها روحه بالأمس فداءا لهذا الوطن العزيز و كرامته الغالية" ، منبهة إلى أن بنات الشهداء خاصة اللواتي فقدن الأم و الأب صغيرات و لم يتم احتضانهن أو التكفل بهن و تركن لمصير مجهول، من سيعيد حقوقهن التي لم يجدن آذان صاغية تسمع شكواهن لحد الآن، فلا حياة لمن تنادي حسب تعبيرها.

ابنة الشهيد أشارت في مداخلتها إلى مقارنة مهمة بين الامتيازات التي يحصل عليها العائدون إلى أرض الوطن قادمين من مخيمات تندوف في مقابل حقوق أرامل و ابناء الشهداء المهضومة.

المداخلة التي كانت مؤثرة و حماسية و انفعالية حسب ردود فعل المتواجدين في محيط الوقفة الاحتجاجية الذين تجاوبو مع الكلمات إما بتأكيدها او باطلاق الزغاريد و التصفيق و بعض الأرامل و بنات الشهداء استسلمن للبكاء بصمت.

لم تنس المتدخلة في خضم حماس كلماتها ان تعلن عن مدى فخرها كونها ابنة شهيد قاتل لأجل وحدة البلاد و استقرارها و أمنها، و حملت بعضا من المسؤولية للحكومات السابقة لمساهمتهم في اقصاء قضية أسر الشهداء من اهتماماتهم.

و رغم بساطة الكلمات و عفويتها خاصة في لحظة مخاطبة المتدخلة لجموع المتقاعدين العسكريين الذين حجوا بشكل مكثف الى مكان الوقفة للمؤازرة و التنديد بما يحدث لهم من هدر للكرامة بسبب شظف العيش و الضنك و الفقر في غياب تام للمسؤولين عن ملفهم، فقد وجهت المتدخلة كلامها نحو المتقاعدين قائلة بالله عليكم يا إخواني لماذا لازلنا بدون حقوق ألسنا جزء من هذا الوطن...