مداخلة الاخت ميمونة خلال ندوة الشهيد 
بالقنيطرة08/11/2019

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
بدون مقدمات اقول شكرا لكل إنسان حضر معنا يوم الشهيد و المفقود بذاته أو بقلبه،  أمهاتنا و أصدقاؤنا ، أساتذة و هيئات و صحافة و بنات و أبناء و احفاد الشهداء و المفقودين و الأسرى ، كل من حضر لإحياء ذكرى الشهيد و المفقود أقول له و لها شكرا جزيلا.

ارتباطا بموضوع الندوة ، شهداء و مفقودي الصحراء المغربية و القضية الوطنية، سأتجرأ و أحذف حرف الواو، لأن شهداء و مفقودي الصحراء المغربية ليسوا جزءا من القضية الوطنية فقط بل  قضية وطنية تامة الأركان،  قضية وطنية قائمة بذاتها يتقاطع فيها ماهو سياسي و تاريخي بما هو اجتماعي و اقتصادي و كذلك بما هو روحي و إنساني ، و رغم تشعب كل هذه المجالات في عمق قضيتنا إلا أنها كادت ان تكون احد الطابوهات المتغافل عنها، قضية بدات منذ اربع عقود و نصف ولازالت الأسئلة تتوالى حول من المسؤول عن الحيف و التهميش و الإقصاء الذي طال أسر الشهداء و المفقودين و الأسرى، هل هو الإعلام الذي جف قلمه و سكت صوته عن قضيتنا، أم هي مسؤولية الحكومات التي توالت خلال الأربع عقود الأخيرة و كنا خارج ميزانياتها و مقرراتها أم هي الأحزاب التي لم نندرج يوما ضمن برامجها الإنتخابية أو داخل أجندتها  العملية ، ام المسؤول هو البرلمان الذي صادق على قانون مكفول الأمة دون أن يشمل  أيتام الشهداء و المفقودين و الأسرى الذين سقطوا ما بين 1975 و 1991 و كان هؤلاء الأطفال حين استشهاد و فقد و أسر سندهم مستوفون لشروط حمل صفة مكفول الأمة، لكن حين خرج القانون إلى حيز التطبيق كانت شروط الصفة قد بدأت تتناقص و بالتالي أستثناهم القانون. ام احمل المسؤولية للهيئات المدنية الحقوقية التي تناست هذا الملف لا أعلم إن كان عمدا أو سهوا و حتى من آزرته منها فكان بشكل خجول غير مباشر  و لم تساهم بالشكل المفروض و الذي تستحقه قضية بهذا الحجم، ام احمل المسؤولية للمواطن الذي ينام قرير العين آمن مطمئن على ماله و ولده و خريطة بلاده  تامة لا يخشى بتر جزء منها و لم يتساءل يوما لمن له الفضل بعد الله في ذلك، من المسؤول عن غياب سيرة الشهداء و المفقودين و الأسرى عن المقررات المدرسية و عدم تدريس بطولاتهم ضمن برامج التربية على المواطنة، لم لا يتم التيمن بإسم الشهداء و المفقودين و الأسرى حين إنشاء الصروح و المؤسسات و الشوارع و المشاريع الكبرى و التظاهرات و المهرجانات و ما إلى ذلك...من المسؤول عن كل هذا و ذاك ربما المسؤولية لنا كأسر الشهداء و المفقودين و الأسرى حين استسلمت الأغلبية الساحقة منا لواقعها المرير و اكتفت بالتذمر و طرق الابواب مرة و عدم الإصرار و العودة و التكاثف و الطرق مرارا  لحين إيجاد حل نهائي لملفنا. 
و اليوم نجتمع لإحياء ذكرى الشهيد و المفقود بمبادرة من الجمعية الوطنية لأسر شهداء و مفقودي و أسرى الصحراء المغربية دون ايي مساعدة مادية أو معنوية من ايي جهة أخرى بل هي مبادرة ذاتية من اعضاء و منخرطي  الجمعية  ، و هكذا نحال إلى طرح سؤال آخر : لم شهداء و مفقودي و أسرى الصحراء المغربية استثناء عن باقي الدول التي تحتفي  بيوم وطني للشهيد يكون عطلة رسمية و يحضر الإحتفال كل الهيئات المدنية و العسكرية مع تكريم للأسر و يشاركون في مراسيم إحياء الذكرى جنبا إلى جنب مع تشكيلات المسؤولين بتغطية إعلامية ضخمة تليق بمستوى الحدث.

إن الإقصاء و الانكار التام لفضل الشهداء و المفقودين على هذا الوطن هو ذنب يتحمل جزء منه كل من ذكرت سابقا. الجميع ساهم بشكل أو بآخر في استمرار معاناتنا لكل هذه السنوات. 
و استحضر هنا بيتا من الشعر يقول صاحبه:
إن الفتى من يقول هاأنذا.....ليس الفتى من يقول كان أبي....لكني لن اقول ها أنا ذي بل أقول كان أبي، كان أبي بطلا من ابطال هذه الأمة سوف أحيي ذكره ما حييت . ابي حي لم يمت و لن يموت، إن الشهداء ليسوا امواتا  بل احياء عند ربهم يرزقون.


ميمونة داهي إبنة المقاوم الشهيد محمد الامام داهي