سلسلة أبطال ملاحم حرب الصحراء 


 أسماء لا تنسى / شهداء حرب الصحراء

الشهيد محمد الزروالي شهيد حرب الصحراء وشهيد القوات المسلحة الملكية،ينحدر من أسرة بسيطة بمنطقة غفساي بإقليم تاونات. ذات الأسرة التي كانت معروفة بحبها الشديد للإرض "البلاد" و تشبثها بها. 
هناك، ذات يوم من سنة 1935 سيرى النور و يترعرع بين أحضان طبيعة منطقة تاونات الخلابة مشيا على عادات آباءه و على خطى أسلافه، حتى حدود 1960 حيث أتيحت له الفرصة للإلتحاق بصفوف القوات المسلحة الملكية. و كانت بدايته من تواركة بالعاصمة الرباط كما عمل أيضا بمدينة الرماني.
 تم إلحاقه بعد ذلك بالقاعدة الجوية الخامسة بمدينة سيدي سليمان ثم بعدها بالسمارة بالصحراء المغربية ملبيا نداء الوطن أواخر 1975 حينما كانت المناطق الجنوبية للمملكة قد بدأت تعرف توترات شديدة نتيجة للحرب التي أعلنتها الجزائر و صنيعتها البوليزاريو الإنفصالية على المغرب. 
يحكي زملاءه أنه كان رحمه الله معروفا بشجاعته و بسالته و منفذا للخطط الحربية لمرؤوسيه بدقة متناهية، إلى أن لبى نداء ربه و استشهد برصاص العدو بمعركة كانت حامية الوطيس دارت بمنطقة كلتة زمور عام 1978.
بعد رحيله، ترك أرملة و أولادهما الستة (أربع أولاد و بنتين) يواجهون قدرهم لوحدهم دون أية رعاية أو مواكبة من طرف الجهات الوصية. فعانت الأرملة من قلة ذات اليد لهزالة المعاش أمام كثرة المصاريف و الرغبة الملحة في تعليم الأبناء و الوصول بهم إلى بر الأمان. 
و في الوقت الذي كانت قد دقت فيه الأرملة أبواب المصالح المختصة سعيا وراء معونة مادية لمواجهة صعاب الحياة، فضل مسؤولو المصالح المذكورة تمكينها من قطعة أرضية أسموها "منزلا" بدون أوراق ثبوتية لا تصلح لا للسكن و لا للبيع بمدينة الخميسات!!
أوضاع الأسرة ستزداد سوءا عندما أصيبت الأرملة بأمراض مزمنة نتيجة ل ‘‘القهرة‘‘ و عانق الأبناء البطالة، دائما في غياب كلي لالتفاتة الجهات المعنية للتخفيف من حدة المعاناة. 
و قد ظل الوضع البئيس على ما هو عليه إلى أن توفيت الأرملة رحمها الله سنة 2011 ، حيث انقطع المعاش ليتشرد الأولاد، و هم كذلك بدون معيل و بدون عمل قار و بدون أي التفاتة شأنهم شأن العديد من أسر الشهداء التي تعاني الويلات أمام ادعاءات كاذبة للجهة الوصية التي زادت الطين بلة بكذبها و افترائها ذاك القائل باعتنائها الفائق بأسر شهداء الوحدة الترابية. 
        لنا الله يا وطني

ابن الشهيد: حسن الزروالي