لم تنصفوننا!! 

..طال انتظارنا، و أنتم تعرفون بصواب نداءاتنا، و الجميع يشهد بمشروعية مطالبنا، و رغم ذلك، لم تنصفوننا.. 

تحركتم من أجل شهداءنا و مفقودينا و أسرانا، و أخرجتم ترسانة قوانين لفائدة مكفولي أمتنا، ما جعلنا على يقين أنكم ستحققون كل مطالبنا!.. لكن.. ربما بعد انقراضنا، لأنكم في حياتنا ترفضون تمكيننا من حقوقنا، و هكذا لم تنصفونا.. 

اعترفتم بمشروعية إطارنا، و أقررتم برقي مسيرتنا النضالية، كما انبهرتم لسلمية احتجاجاتنا الحضارية..  و أنتم تتفحصون ملفاتنا، تألمتم لأحوالنا! و مع ذلك تجاهلتم مطالبنا، و لم تنصفوننا.. 

جيشتم جيشا من الأعوان و المحققين للبحث في صحة بؤس أوضاعنا، و اطلعتم على فراغ أرصدتنا، و أدلينا لكم بتصاريح انعدام ممتلكات لنا، و لما اتضح لكم جليا صحة ادعاءاتنا، رقت قلوبكم لأحوالنا!  فأبدعتم -جزاكم الله- في إيجاد حلول لنا.. لتضليلنا و ليس لإنصافنا!.. 

كنتم أكثر سخاء و كرما مع من خانوا وطننا و صنعوا انفصالنا و أبدعوا في مآسينا..  تشكروننا لتفهمنا.. نعذركم!  فالعالم يشيد بجرأتكم في "إنصافنا و مصالحتنا" و في جبر خواطر مجرمي حروبنا..  أما نحن، حماة الوطن أبناءكم، و لأنكم توهمتم بخدشنا لهيبتكم بمطالبتنا المستمرة لكم، فإنكم امتنعتم عن تمكيننا من حقوقنا، فلم تنصفوننا.. 

حين أزعجكم صوتنا، ها نحن نراكم تضغطون للحيلولة دون انتشارنا، بعد أن كنتم قد بحثتم في ماضي كل مناضلينا، و تتبعتم خطواتنا و كل تدويناتنا، و لما تيقنتم من وفاءنا و نبل و صدق وطنيتنا، و تبين لكم "خلاء سوقنا"! قبلتم مجالستنا و محاورتنا. و مع ذلك، لم تنصفوننا.. 
فإلى أين أنت ماض يا وطني؟!
فلنا الله يا وطني.  



                   لحسن لمزاوك