"تعددت الأسباب والموت واحد " بقلم: يمينة لمزاوك

قتل مرتين
كلاهما في صيْفين:
قتل في الأولى….جنديا بين صفين
واستشهد في الثانية....اسما بين بلدين.
نُكّست الهامات مرتين
وأعلنت الحداد حدادين
وكأنه شبح بروحين
فقُتلت بقتله قتلتين:
قتلة احياني بعدها الأمل
وأخرى قُتل فيّ كل الأمل
وفُقدت بفقدي للأملين
وكأني ولدت مرتين
لأُقتل في زمنين
فيُتِّمت حتما مرتين
لكن على امتداد عمرين
عمر باكورة التين
وعمر شجرة الزيتون
وبين العمرين نضج الجنين
والتهب شوقا وحنين
………
في حيرة وتساءل
هل أحيا حياة ام حياتين؟
أيحمل صدري قلبا ام قلبين؟
ايتحمل فؤادي طعنتين؟
وفوق أنفاسي جثوم وزرين:
وزر تصديق الإذاعة،
ووزر اتباع اليراعة.
براءة من التهم عن قناعة
خلصتني من الوزرين ببراعة
كاشفة الغطاء عن البشاعة
ومن مأساتي اكتسبت المناعة.
وارتديت  العفة دون الخلاعة. 
ومضيت اغير ملامحها الخداعة
لأرسم دربي مع كل يراعة.
…………
ويبقى القدر قدرين
الأول :رأفة بالأيتام
احياهم على قدر الأيام
حتى اشتدت الأفنان 
وبرأت السقام
والثاني: استفاقة للأيتام
وضع حدا الأوهام
وفرض الواقع بعد أعوام
إذ حكم على الموت بالإعدام 
متهما الأمل بالاجرام
وقد سلّم السلاح باحترام 
تأبينا لشهيد الأيام
تاركا المسرح للأنام 
على خشبته تتفنن ولا تنام
وبإتقان تلهو ولا تلام
فهل انا ،على شخصيتي ألام؟
إن عانت  من الإنفصام ؟
أو هامت عشقا بالأحزان؟
فأنا وليدة الأزمان. 




إلى روح شهدائنا وإلى أبنائهم الذين يحملون نفس الجرح المندمل إلى الآن..