8 مارس و أرملة الشهيد أي تكريم؟؟

"لو لم تكن المرأة وطنا، لعاش جميع الرجال لاجئين." محمود درويش

          إذا كان العالم يحتفل سنويا يوم 8مارس باليوم العالمي للمرأة كدليل على الاحترام العام و كتقدير و حب لإنجازاتها و اعترافا بما قدمته و تقدمه للإنسانية. 
          فإن الجمعية الوطنية لأسر شهداء و مفقودي و أسرى الصحراء المغربية  عبر فروعها و نشطائها بمختلف ربوع الوطن أبت إلا أن تخلد هذه السنة هذا اليوم "العيد" بطريقتها الخاصة بشكل يتنافى و سياسة العام زين و مخالف للشعارات المناسباتية المرفوعة من قبيل المساواة بين الجنسين ، لتوجه من خلالها رسائل قوية تبين من خلالها الخذلان الذي تعرضت له أرملة شهيد حرب الصحراء رغم ما قدمته من دروس في خدمة الأسرة و الوطن ،و ما ووجهت به من إقصاء و تهميش و نكران لدورها من طرف من أنيطت بهم تهمة التكفل بها و أبنائها منذ استشهاد زوجها دفاعا عن الوطن ،حيث مورست في حقها كل أشكال الاقصاء التهميش و  التضييق  التي وصلت حد التحرش من طرف عديمي الضمير...
          فقد اختارت الجمعية كإطار ممثل للأسر المعنية توجيه رسالة خاصة على لسان الأرامل لملك البلاد بتعليق لافتات بمنازلهم  تحت شعار "أرامل شهداء حرب الصحراء يلتمسن التفاتة ملكية و يطالبن بالإنصاف و التعويض ،بدل تضليل الواقع بامتيازات كاذبة". كصرخة ضد اللامبالاة التي مورست في حق الأرامل لأزيد من أربعين سنة من طرف مؤسسات أنشأت من أجلهن ما كانت لتوجد لولا شهداء حرب الصحراء ،وضعت فيها ثقة الملوك و الأمراء لتكون قريبة من الأسر المعنية لتقدم لها كل أشكال الدعم المادي النفسي التربوي الاجتماعي لكنها آثرت الابتعاد عنها مديرة ظهرها لا تهتم  إلا بالمقربين و المحظوظين...
         الاحتفال "بعيد" المرأة هذه السنة تحت الشعار المذكور أعلاه موجه مباشرة لملك البلاد يحمل بين ثناياه العديد من الدلالات التي تعبر عن الواقع المعيش لأرامل الشهداء و أيتامهن ،كما يتضمن رسائل قوية فاضحة لكل مسؤول أكان مدنيا أو عسكريا  ممن لا زالوا يستغلون مثل هذه المناسبة و غيرها للتبجح و إطلاق ألسنتهم  لنشر العديد من الأكاذيب
 والافتراءات  إن مباشرة أو عبر أبواقهم مدعين  توفير العديد من الخدمات و تقديم العديد من الامتيازات لأسر الشهداء عامة و الأرامل خاصة لعل آخرها ما تعرضت له أرمل الشهداء قبيل 8 مارس بقليل من إقصاء من قرعة أداء مناسك الحج هذه السنة التي اقتصرت على عينة  خاصة فقط  و تمت مركزتها بالرباط لشيء في نفس يعقوب بشكل يكرس استمرار تحقير أرامل الشهداء و يؤكد أن الشعار المرفوع المساواة بين الجنسين في عرف المؤسسة يبقى للاستهلاك لا غير ...و أن مطالب الجمعية تبقى لها حجيتها و مصداقيتها رغم كيد الكائدين ممن ألفوا الاصطياد في المياه العكرة.

العيرج ابراهيم : ابن شهيد عضو الجمعية الوطنية لأسر
 شهداء و مفقودي و أسرى الصحراء المغربية