سلسلة ابطال ملاحم حرب الصحراء

أسماء لا تنسى


الشهيد محمد قبيس شهيد القوات المسلحة الملكية وشهيد حرب الصحراء


محمد قبيس استشهد بمنطقة رمز البن بالمناطق الجنوبية للمملكة بتاريخ 12 مارس 1979 خلال ما يعرف بحرب الصحراء التي خلفت 30000 شهيد و 2400 أسير و أزيد من 700 مفقود .
استشهد تاركا أربعة أطفال( ولدين و بنتين أصغرهم سنا لم يكتب لها رؤية والدها سوى من خلال الصور التي تركها و لم تتفوه قط بكلمة أبي). و بدون شك كان يظن أنه في حالة استشهاده سيكون أبناءه و زوجته  في مأمن , و بأن الدولة ستقدر تضحياته و ستعوض أسرته عن فقدان رب الأسرة بالرعاية و الحماية الاجتماعية.
كذلك أرملته ,فبالرغم من مرارة فقدان الزوج و استشهاده في ساحة الشرف كانت تأمل أن تمتد لها يد الجهات المسؤولة لترعاها و ترعى أبناءها الأيتام و تحميهم من العوز و الاحتياج . فكانت صدمة أعظم تمثلت في تنكر كل الجهات المسؤولة العسكرية و المدنية لتضحيات زوجها في سبيل الوطن.
فظلت تعاني  لوحدها  و في صمت  المحن و الصعاب من أجل تربية كل أبنائها أحسن تربية و حرصت  على متابعتهم لدراستهم , كل هذا براتب معاش جد هزيل . فحتى تواجد المصالح الاجتماعيه للقوات المسلحة كان دون فائدة لأن جل مسؤوليها كانوا يخدمون مصالحهم الشخصية و مصالح أقربائهم. فلم تلق من هذه المؤسسة سوى المزيد من التنكر و الاقصاء.
كان أملها الحصول على رخصة طاكسي تسد بمدخول   كرائها حاجيات و متطلبات أبنائها المتزايدة فظل أملها معلقا في وقت كانت توزع رخص النقل على (الشيخات و الأعوان و أصحاب باك صاحبي ) . وحتى مع  خلق مؤسسةالحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء المحاربين و قدماء العسكريين لم تلمس أرملة الشهيد و كل أرامل حرب الصحراء أي بشارة خير . فلا جديد يذكر غير التهميش و الإقصاء و بعض الزيادات المحتشمة في راتب المعاش, يصرف ثلثه. أو أكثر في التطبيب و الأدوية و العلاج من مرض في المفاصل, و داء في الكبد   هذا الأخير الذي يتطلب الحصول على أدوية من الخارج تحد من انتشار المرض. وبالرغم من أن مؤسسه الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء المحاربين و قدماء العسكريين من اختصاصها جلب هذا الدواء ,إلا أنها تتماطل باستمرار في ذلك بحيث لا تراعي الإستعجالية في إحضار الدواء المطلوب مما يهدد صحة هذه الأرملة خاصة مع  عدم وجود  قناة أخرى  لإحضار الدواء المطلوب (ursolvant) من الخارج من جهة, و  نظرا   لارتفاع تكاليف جل به من فرنسا او اسبانيا من جهة أخرى.  و اليوم بعد أن نالت منها شدائد و محن الحياة ,وبعد مقاومة دامت أكثر من 40 سنة
 إلا أنها لازالت تعيش على أمل اعتراف الوطن  بتضحيات زوجها و تكريمها و إنصافها رفقة كل أرامل و أبناء الشهداء الذين قدموا أرواحهم و دماءهم دفاعا عن مغربية الصحراء و حتى ينعم كل أفراد الوطن بالأمن داخل الحدود بما فيهم مسؤولي هذا الوطن.


معاد قبيس 
عضو المكتب الوطني
للجمعية الوطنية لأسر
شهداء ومفقودي واسرى
الصحراء المغربية