تقرير موقع منبر المحارب  عن الأمن القومي المغربي لسنة 2018



يحاول التقرير رصد أهم انجازات الأمن القومي المغربي لسنة 2018 على عدة مستويات الأمن والدفاع والاستخبارات

على المستوى التسليح والتجهيز

دشن المغرب سنته العسكرية بإرسال أول قمر صناعي للفضاء في 8 نونبر 2017 والذي استقر على بعد 695 كلم في الفضاء وسيعمل على خلق نوع من الاستقلالية للمغرب في مجال المعطيات .
وقد اقتنى المغرب من اسبانيا نظام مدفعية بمبلغ 14.8 مليون ارو، و وقعت القوات المسلحة الملكية المغربية  عقدا مع  مصنع السلاح الأمريكي راثون توكسون  المتواجد في ولاية اريزونا من اجل إنتاج قاذفات جو جو لصالح مقاتلات ف 16 بلوك 52   
كما باشر المغرب في اقتناء أربعة  طائرات الاستطلاع الأمريكية المتقدمة المتخصصة في الاستطلاع والحرب الالكترونية Gulfstream SIGINT/ISR   وهي طائرات تسهل عمل المقاتلات أو الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى في القصف، وتمتلك أيضا قدرة هائلة في الحرب الإلكترونية والتشويش على الدفاعات الجوية ،و هي مزودة برادار من طراز "أرخميدس" مصنع لدى شركة رايثون الرائدة، يتميز بمدى كشف يصل إلى 400 كلم، أي له القدرة على تمشيط الخطوط الحدودية ،وتتوفر على نظام ثلاثي الأبعاد يكتشف الأهداف بسرعة قياسية، وله قدرة تتبع عالية مع تغطية 360 درجة مضاد للتشويش ويكتشف الأهداف والإنذارات الكاذبة، ويستخدم الذكاء الصناعي ELINT ونظام الاستخبارات COMINT بالإضافة إلى نظام تحديد الهوية والدعم الإلكتروني ESMوالداعي الأساسي لهذا النوع من الطائرات هو تحقيق نوع من التوازن النسبي مع أنظمة الدفاع الجوي الجزائري الذي يمتلك ثمانية منظومات س 300 على الأقل ،واسبانيا التي تمتلك نظام الدفاع الجوي باتريوت وتتواجد ضمن نطاق تغطية حلف الشمال الأطلسي وهنا قد يتم تجاوز سلبيات أزمة جزيرة ليلى وإخفاقاتها الالكترونية .
في ذات السنة أيضا عزز المغرب نظام الدفاع الجوي بإدخال منظومة صينية جد متقدمة من طراز سكاي دراكون  50 وهو يتكون من قاذفات متنقلة، ورادار الكشف وتتبع الأهداف، فضلا عن مركز قيادة المهام الرئيسية لمنظومة سكاي دراغون 50 تشمل الدفاع الجوي عن المناطق الأساسية والميادين، ويمكنها أن تعترض بشكل فعال الأهداف الجوية المتوسطة والمنخفضة و المنخفضة جدا، أي الطائرات الثابتة الجناحين والطائرات العمودية والطائرات بدون طيار، فضلا عن الاشتباك وقتل صواريخ كروز ، هذا النظام له قدرة كاملة على التحرك، ويمكن أن يكون جاهزا للإطلاق في موقع جديد 15 دقيقة بعد أن تتوقف الشاحنة وقد تم تصميمه وتصنيعه من قبل شركة الدفاع الصينية نورينكو NORINCO (شركة الصناعات الشمالية الصينية  وتوجد لهذه المنظومة نسخة للصين ونسخة أخرى تصديرية ،وهنا نشير إلى وجود تعاون ملموس بين الصين والمغرب في المجال العسكري وقد تجلى هذا التعاون في جلب المغرب مرة أخرى من الصين راجمة الصواريخ WS-2D  هي راجمة صواريخ صينية الصنع من عيار 400 ملم موجهة تتواجد لدى ثلاثة دول في العالم فقط يتم تحضيرها في أقل من 12 دقيقة من الحركة يتم تركيب نظام قاذفات الصواريخ في الجزء الخلفي من شاسيه شاحنة 6X6 مع ثلاثة أنابيب في خطين لصواريخ الموجهة من عيار 400 مم للراجمة WS-2 MLRS لديها نظام توجيه بالقصور الذاتي بسيط، ولكن يمكن أيضا استخدام نظام الملاحة بالأقمار الصناعية المحلي الصنع للتوجيه في منتصف المسار وهي راجمات لا باس بها بالمقياس العسكري .
التنافس الحاد حول منظومات الدفاع الجوي في شمال إفريقيا تركز في ركن مهم منه على منظومات البانتيسير الروسية الفعالة لكن تحاول روسيا كبح جماح هذا الجنوح ،خصوصا بعد توجه المغرب والجزائر نحو الفضاء ،مما يوحي بإمكانية نشوب حرب قد تكون جد مفيدة للطرفين في ظل الأزمات الاجتماعية المستفحلة في البلدين.
تركيز المغرب على الدفاع الجوي والرصد في صفقات 2018 لم ينسيه القوات البرية، العمود الفقري للجيش المغربي ،إذ تحدثت عدة مصادر بان المغرب اقتنى حظيرة دبابات ابرامز وبمواصفات تفضيلية تتجاوز مواصفات دبابات الابرامز 127 التي يتوفر عليها، بحيث تم إعدادها بشكل تفضيلي للمغرب وقد ترافق التسليم مع  سيارات تتبع ومدافع والعشرات من ناقلات الجنود المصفحة.
ولم تكتفي المملكة المغربية بصفقة ف 16 الشهيرة بل وحاولت هذه السنة جاهدة ولربما نجحت في الحصول على تعهد من الأمريكيين في تزويد المغرب بعشرين مقاتلة  أف 16 مستعملة، وهي خطوة جد ذكية لتسريع التزود بالمقاتلات والاستفادة من برنامج الدعم الأمريكي في نفس الوقت .
لم يقتصر المغرب سنة 2018 على المزودين التقليديين الكبار ،بل ذكرت عدة مصادر أنه مال نحو أسواق جديدة للسلاح ،منها السوق التركي ،حيث كانت مروحية  اتاك تي 129 محور هذا الميل ،وبحسب مصادر إعلامية فقد زار مسؤولين عسكريين مغاربة مقر الشركة التركية للصناعات الجوية من اجل التباحث حول اقتناء هذه المروحية التي شاركت بها تركيا في عمليات غصن الزيتون في سوريا وأبلت بلاءا حسنا . وتستطيع المروحية التركية التحليق في أجواء مختلفة بسرعات تصل إلى 294 كم / ساعة على ارتفاعات كبيرة أو متوسطة ،كما ويبلغ طول المروحية 14 مترا و60 سنتيمترا، وارتفاعها 3 أمتار و95 سنتيمترا، وتمتلك محركَين تبلغ استطاعة كل منهما 292 حصانا، وتستطيع الطيران لمدة 3 ساعات بالوقود القياسي، وقطع مسافة 519 كيلومترا ،وقد ظهرت مخاوف جدية من عرقلة الولايات المتحدة الأمريكية للصفقة في حالة استمرار العقوبات الأمريكية على تركيا ،وذلك لان تركيا تحتاج لموافقة مسبقة من الجيش الأمريكي قبل بيع هذا الطراز من المروحيات بسبب الحقوق التي تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية على محركات هذه المروحيات .
كما راجت أخبار غير مؤكدة على أن المغرب قد يشتري حاملة الطائرات الفرنسية فوش والتي استعملتها كذلك القوات البرازيلية وقد انتهى العمر الافتراضي لهذه الحاملة التي أنتجت سنة 1956 وقد كانت فرنسا تنتوي تدميرها أو بيعها لدولة صديقة لكنها معلومات لا يمكن تأكيدها أو نفيها لحد الآن .
وتوجت السنة العسكرية المغربية بإرسال قمر صناعي ثاني إلى الفضاء الخارجي وصمم هذا القمر كل من شركة “تاليس إيلينيا سبيس”، التي تكلفت بالجانب المتعلق بآليات التصوير، وشركة “إيرباص ديفانس آند سبيس”، التي تولت توفير المنصة والجزء الأرضي لتخطيط البعثات والمراقبة وسيستعمل لإغراض مدنية وأمنية .
وبصفة عامة يتبين أن المغرب كثف هذه السنة من مشترياته العسكرية، رغم أن ما قدم أدناه هو مجرد جزء من مجموع الصفقات والمستوردات لكن تبقى كل هذه الأسلحة والعتاد بدون جدوى عسكرية وقد يكون لها اثر عكسي في غياب سياسة عسكرية مغربية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار المجال المعنوي والعقيدة القتالية للجنود ،وهذا هو نفس النهج  الذي سقطت فيه القوات المسلحة السعودية والتي تجري صفقات بملايين الدولارات لشتى أنواع الأسلحة، وهي الآن تحصد الهزائم في اليمن ومتموضعة في موقف محرج رغم ذلك الكم الهائل من الصفقات والعتاد والذي ستكون له انعكاسات ارتدادية على الداخل السعودي حين ستضع الحرب أوزارها .

انجازات الأمن القومي المغربي على المستوى المعنوي

يعتبر هذا الجانب هو الفارق في القوة بين الدول ،بحيث كل الدول والتنظيمات المسلحة لها أسلحة وجنود،و يتم تدريبهم أحسن تدريب ،لكن الحسم في مجال المعركة يكون للدولة التي لها إستراتيجية صادقة  في تنفيذ برنامج متكامل من اجل تحفيز همم الجنود والشعب ورفع المعنويات وإقرار الثقة بين القيادة والقواعد، ففي المواقف الحرجة يعتبر هذا العنصر هو الحاسم للمعارك( الحوثيون ضد السعودية-حزب الله وحماس ضد إسرائيل و الجيش العربي السوري ضد ميليشيات من كل العالم ) وقد كان للمغرب هذه السنة محاولات في هذا الإطار لكن وضع المخطط العسكري المغربي لمسالة المعنويات والعقيدة العسكرية في مراتب ثانوية هو ما أعاق الوصول إلى نتائج ملموسة  ،وسمح باستمرار هذه الثغرة لدي الجيش المغربي ،لا ينكر عاقل ان هناك مجهودات محتشمة تبدل على هذا المستوى ،لكن هناك مجموعة من المعوقات تحول دون تحقيق الأهداف بشكل ملموس وليس التنظير في الواقع الافتراضي ومن بين النقاط التي عملت عليها أجهزة الأمن القومي المغربي سنة 2018 على هذا المستوى  هناك

أولا  إعادة العمل بالتجنيد الإجباري

أعاد المغرب مؤخرا العمل بالتجنيد الإجباري للذكور والأنات بين سن 19 و 25 سنة، وذلك لمدة  12 عشر شهرا بدل ثمانية عشر التي كانت قبل سنة  2007 ، هي خطوة مهمة في تربية قيم المواطنة والانتماء لدى الشعب وستقدم الكثير للأمن القومي المغربي باعتبارها تلك الرابطة بين المدني والعسكري في الدفاع عن الوطن، لكن ومن خلال تتبع ارتسامات الشارع خصوصا الفئة المستهدفة والتي تفاعلت فئات كثيرة بشكل سلبي مع هذا القرار، وعليه وجب على المخطط العسكري إدخال الكثير من المحفزات ضمن التجنيد الإجباري لتتماشى مع عقلية وذهنية الجيل الناشئ وبعبارة أوضح يجب فهم سلوكيات ونمط تفكير الأجيال الحالية التي تختلف كليا مع طريقة تفكير جيل السبعينات والثمانينات لأنه وبدون هذا الإجراء سيكون للتجنيد الإجباري نتائج عكسية  خصوصا وان الجهات الاجتماعية للجيش لم تقدم حلا ملموسا  لملف شهداء حرب الصحراء  والذي أصبح مثالا سيئا لكل من يفكر في الالتحاق بالجيش  .

ثانيا التركيز على الجانب الاجتماعي لرجال الأمن الداخلي .

لقد استجابت الإدارة العامة للأمن الوطني  لطلبات الدعم الاجتماعي التي تقدمت بها فئة أرامل وأيتام الأمن الوطني، وسبق لها أن تحملت تكاليف العلاج والتطبيب والاستشفاء للعديد من الحالات، حيث صرفت لهذه الشريحة مبالغ مالية بمناسبة شهر رمضان والأعياد الدينية، في إطار العناية الخاصة وتعزيزا للدعم الاجتماعي الموجه إليها وتوجت هذه التحركات الملموسة بصرف مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني إعانات لفائدة أيتام وأرامل رجال الأمن في المناسبات الدينية والعطل ،وتعد هذه الخطوة رائدة على مستوى المغرب ولها فوائد كبيرة على فعالية الأمن القومي المغربي على عدة مستويات وأظهرت بان الساهرين على الأمن في المغرب لهم نظرة ماكروشمولية للأمن تتجاوز النظرة التقليدية  للأمن  ،مما سيزيد من تفاني رجل الأمن المغربي في عمله، لأنه يثق بان أبنائه بعد موته سيكونون في أيدي أمينة .ونهيب بالأجهزة الاجتماعية للجيش بالاستفادة من التجربة الرائدة لمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني في مجال العمل الملموس على الأرض لصالح الفئات المستهدفة بدل التركيز فقط على تحقيقات اجتماعية تافهة بدون نتائج مادية حقيقية .

ثالثا محاربة الفساد في وزارة الداخلية وتأثيرها على الجيش

أقدمت وزراة الداخلية المغربية بداية 2018 على حملة غير مسبوقة في محاربة الفساد داخل هياكلها ،وتوجت الحملة بإعفاء وتوقيف عشرات الكوادر من  الفاسدين والظالمين وذوي الشبهات، وقد جاءت في خضم سد الباب إمام مجموعة من الجهات الإسلامية بالأساس التي كانت تحاول استغلال الفساد القائم لتقدم نفسها للدولة العميقة وللمجتمع  كبديل وبدأت تزحف على شتى مستويات المشروعية إلى أن دخلت في بعض الأحيان في صراع مباشر مع المحيط الملكي عبر محاولة الزحف نحو المشروعية الدينية وصراع مع كثير من الطاقات السياسية عبر الزحف على المشروعية الوطنية وتوجيه الرصيد لصالحها عبر تقاسم الأدوار وإضعاف النظام من الداخل ،  لكن أهم ما قدمته وزارة الداخلية بهذه الحملة للجيش المغربي وللقوات المسلحة هو قطع الطريق على بعض المتنفذين من المسئوولين في الإضرار بمعنويات القوات المسلحة الملكية بحيث كانت في بعض مناطق المغرب والمحسوبة كخزانات للموارد البشرية للجيش المغربي تجري ممارسات مشينة وتثير الشكوك من طرف بعض المسؤولين في وزارة الداخلية تجاه عوائل الجنود المرابطين في الصحراء أو اسر الشهداء على مستوى رخص البناء أو رخص إنشاء مشاريع مدرة للدخل .
مما أثار الكثير من القيل والقال على مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا تلك المهتمة بشؤون الجيش وانتشرت الكثير من الإشاعات على عدة مستويات في تلك الفترة داخل وخارج الوطن  كانت تضر بمعنويات الجيش لكن تدخل وزارة الداخلية بقطع دابر بعض الفاسدين وضع حدا لمثل تلك الممارسات المشبوهة  وكانت فعلا انجازا مهما للأمن القومي المغربي وخدمة كبيرة تم تقديمها للجيش المغربي وللأمن قومي المغربي بصفة عامة ،طبعا لازالت ذاكرة الجيش تحمل الكثير من الجراح حول ممارسات بعض الفاسدين أيام حرب الصحراء في ما يتعلق بماذونيات اسر الشهداء والذي كانت تمسكه وزارة الداخلية وهذا ما حفز في الغالب الوزارة على التعامل بحزم مع الفساد الذاتي خصوصا اذا كان يمس من قريب أو بعيد مؤسسة الجيش .

رابعا  الصحة العسكرية الوجه المضيء في الجيش المغربي

يعتبر قطاع الصحة العسكرية في المغربي هو الوجه الأكثر إشراقا في الجيش المغربي ،والذي يلعب دورا كبيرا في بناء المقدرات المعنوية للجيش ،وذلك عبر قيام الجهات المسئولة بمجهودات جبارة من اجل تطوير القطاع وقد لوحظ تطور كبير سنة 2018 من ناحية التجهيز التنظيم و البنية التحتية خصوصا في مستشفى مكناس مولاي إسماعيل ،أو المستشفى العسكري بالرباط  او حتى المستشفيات بكليميم والعيون ،وما زاد من فخر المغرب بهذا القطاع هو مساهمته في العديد من الخرجات الميدانية في المناطق المحتاجة سواء داخل الوطن أو خارجه و المستشفى العسكري الميداني في قطاع غزة خير دليل،وهذا يقدم شحنات كبيرة من الارتباط والفخر لدى العسكريين ويزيد من تحفيز المعنويات  .

خامسا  فتح ملف اسر شهداء القوات المسلحة الملكية

يعد هذا الملف النقطة السوداء في الجيش المغربي ولدى الدولة المغربية على مدى أكثر من ثلاثة عقود، بحيث عجزت كل الإدارات والمسؤولين العسكريين لحد الآن عن إيجاد حلول ملموسة  لهذه الفئة التي عانت وتعاني الكثير، بحيث آدت ثمن حرب الصحراء من أرواح الآباء وبقيت الأسر تعاني من الفقر والمرض وظلم المسؤولين عن هذا الملف ،وقد شهد تدبير هذا الملف الكثير من الظلم والماسي و دمر أسرا بكاملها ،ولحد الآن لازالت الأسر تعاني ولا زال الأبناء يتجرعون مرارة البطالة، والإشكال ليس هنا فحسب بل الإشكال أن ملف اسر الشهداء بمرارته وسوداويته اثر ويؤثر بشكل كبير على معنويات قواتنا المسلحة الملكية بشكل خطير وقد تكون له انعكاسات غير مستحبة في أي حرب قادمة سيدخلها المغرب.
لكن سنة  2018 ونتيجة تسلم جيل جديد للمسؤولية داخل الجيش لوحظ أن المخطط العسكري المغربي بدا  يدخل مفهوم المعنويات في حساباته ،وقد  حاولت العديد من الجهات العسكرية فهم الملف والاقتراب من اسر الشهداء ،ويظهر أن مؤسسة الحسن الثاني لقدماء المحاربين والمصالح الاجتماعية للجيش  وحتى المفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية شهدت حراك على مستوى تدارس الملف ،لكن لحد الآن لم تظهر نتائج مادية ملموسة على ارض الواقع ،نتمنى أن يتم التسريع في الخطى واخذ الملف على محمل الجد وعليه يقترح موقع منبر المحارب  التوصيات التالية

التوصية الاولى

حل مؤسسة الحسن الثاني لقدماء المحاربين لأنها تسير بموارد بشرية ومالية جد ضخمة لكن بدون أي نتائج ملموسة على فئة الشهداء مما يطرح عدة أسئلة عن جدوى صرف كل تلك الميزانيات ورصد ذلك الحجم الهائل من الموارد البشرية بدون جدوى  وتأسيس مكانها مندوبية صغيرة بموارد بشرية قليلة وميزانيات بسيطة وتكون أكثر فاعلية لان المؤسسة بشكلها الحالي أصبحت عقيمة وبحصيلة صفرية في نهاية السنة  وما تقوم به يأتي بنتائج عكسية على الأمن القومي المغربي بل ويتم تصنيفها من طرف الكثير من أبناء  الشهداء كجهة معادية ومعرقلة.
 ولمعرفة المؤسسة على حقيقتها وتقييمها  يكفي فقط إجراء تحقيق بسيط حول انجازات هذه المؤسسة بميزانياتها الضخمة وفروعها في كل الوطن وإمكانياتها البشرية الكبيرة في ملف تشغيل أبناء الشهداء في العشر سنوات الأخيرة كمثال فقط وستكون نتائج التحقيق صادمة أي مع وجود نسبة 25 في المائة في مباريات التشغيل سنجد أن الحصيلة صفرية في هذا الملف الذي يعتبر الأهم على الإطلاق لدى الأسر  ، في حين يتم إهدار مبالغ خرافية  على ملف الحج والعمرة  ما يقارب 41 مليون درهم على هذا الملف و ما يقارب 37 مليارسنتيم  إعانة تكميلية متجددة, و 1.4 مليار درهم مصاريف ملفات المرض, في حين يمكن للمؤسسة تشغيل الأبناء  وتوفير كل هذه الميزانيات لدافعي الضرائب وستتكلف الأسر بكرامة بمصاريف السكن والصحة والحج ذاتيا, بدل هذا الهدر, وتجدر الإشارة في هذا الإطار أن وكالة المساكن والتجهيزات العسكرية تكلفت ب 80 ألف سكن منها 20 ألف سكن وظيفي و 60الف سكن تمليكي لم يستفد منه اسر الشهداء ولا الأبناء مع العلم أن هناك أوامر ملكية في هذا الإطار يتم خرقها وتجاوزها بشكل سافر .
 مما يطرح أسئلة جدية حول جدوى وجود هذه المؤسسة  أصلا.

التوصية الثانية

+ تحويل جانب من ميزانيات شراء الأسلحة إلى المجال المعنوي لأنه هو التحدي الكبير للجيوش في المرحلة الحالية والعمل على إيجاد حل جدي وسريع لملف الشهداء بدل سياسة التسويف الحالية.

التوصية الثالثة

تحويل ما أمكن المخازن العسكرية من المناطق الساحلية نحو العمق باعتبار ما قد يهدد السواحل في السنوات القادمة  و تعزيز المنطقة العسكرية الشمالية بمزيد من القوات .
 التوصية الرابعة

  إنشاء هيئة  تسمى " الهيئة العسكرية العليا للتوجيه المعنوي" وربطها بالمجلس الأعلى للأمن القومي  ,لان الانتصار لن يأتي بالأسلحة والجنود فقط  بل بالعقيدة القتالية والمعنويات المرتفعة والثقة المتبادلة بين القيادة وبين الجنود عبر يتاماه وأرامله,و يكون من مهام هذه الهيئة إجراء دراسات وأبحاث حول معنويات الجيش وكيفية تقويتها وإصدار توصيات وتقارير دورية لتنفيذها ميدانيا عبر مشاريع  بعد موافقة رئيس أركان الحرب العامة عليها , وكذا التفكير في إستراتيجية شاملة للتعبئة العامة للشعب  والاستفادة من طاقته في تحصين الوحدة الترابية وجعل المغرب يتحرك بكل طاقته وبكل محركاته في قضية الصحراء .
 التوصية الخامسة

الاستثمار بقوة  في الطاقة النووية السلمية وذلك لبسط أجنحة الحب والسلام على دول المنطقة .