أسرة الشهيد غريبة في وطنها 


من المؤلم حقاً شعور أسرة شهيد حرب الصحراء المغربية بأنها غريبة في وطنها، فهي تشعر بأنها لا تتمتع بالحقوق فيه، ولا تمتلك فيه شيئا،  اسر صودرت أحلامها دون رقيب أو حسيب، مجموعة من الخونة والجلادين ينهبون خيرات الوطن في حين أن اسر الشهداء تعاني .
تستفزها تلك الأحاسيس عندما يقول لها أحد المسؤولين من أنت؟ 
كل ذلك لأنها طالبت بحق من حقوقها المشروعة، كذلك يتملكها ذلك الشعور الغريب والعجيب، عندما تواجه مؤسسات الدولة وهي رافظة حتى الحوار، لأنها صرخت من ألم المعاناة والتهميش والتفقير الناتج عن عدم قدرتها على العيش الكريم في. ....
تشعر أسرة الشهيد بغربة في موطنها بعدما ضحت بالغالي والنفيس من أجل سلامة وأمن  هذا الوطن، وعندما ترى أبناءها وبناتها، وقد اعياهن شظف العيش،و تفتك العلل والأمراض باجسادهن كل يوم، ولا يملكن ثمن العلاج، ويأتي العيد.......
تنظر أسرة الشهيد انها أعطت أعز ما عندها من أجل هذا الوطن، وما ذا كافأها هذا الوطن؟ 
متى سيضمن الوطن لأسرة شهيد حرب الصحراء حقوقها المشروعة، ويحفظ كرامتها؟ 
متى سنتحدث عن حقوق أسرة الشهيد؟ متى سنسمح لبنات وأبناء شهداء العاطلين عن العمل أن يحققوا أحلامهم ؟ومتى تحس أسرة الشهيد أنها تنتمي إلى هذا الوطن ؟ متى سينصفها وطنها؟ 
لقد أصبحت تلك الأحلام شبه مستحيلة، لأن مرارة الواقع لا تفارق أسرة الشهيد حتى في المنام، لم تعد أسرة الشهيد تضحك، لأن كل ما يقع أمامها يبكيها ويؤلمها، وحتى في غمرة  الفرح، ترى البؤس واليأس في أعين بناتها وأبنائها فتحزن. 
من المؤلم جداً أن تحس أسرة شهيد حرب الصحراء نفسه لاجئة في وطنها، تصرخ في صمت وتموت مئه مرة في اليوم دون أن يصغي إليها أحد
أيها الناس لا تلوموا الرجال إن بكوا من قهر الزمان وقلة الحيلة، وعثرات الزمان، لا تلوموا دموعهم إن جرت يوماً، ليس كل الدمع ضعف لكنها الهموم. ...ينظرون إلى أبنائهم واهلهم وهم يتخيلون كيف سيكون حالهم ....

مصطفى بنيعيش
عضو المكتب الوطني
للجمعية الوطنية لأسر
شهداء ومفقودي واسرى
الصحراء المغربية