شهداء على الخاوي

انخرط اباؤنا في صفوف القوات المسلحة بمختلف مكوناتها ايمانا منهم ان الوطن في خطر وان الواجب يحتم عليهم الدفاع عن الشعب متجليا في الحفاظ على حدوده ومساحته الجغرافية.
دهبوا مهرولين فرحين منتشين بروح الوطنية .أملين في غد أفضل بوطن أمن وحر .فاصطفوا في صفوف الانخراط ومروا بمراحل التدريب في شهور كانت لهم بمثل السنين طولا .فقد غلبت عليهم لهفة القتال يدعون الله بمرور تلك الشهور كأنها ساعات .
غادرو المعسكرات محملين كالجمال في الشاحنات وما همهم ذلك، فالغاية تبرر الوسيلة
تمركزوا بأماكنهم كل حسب نصيبه .
احتملو الحرارة وزوابع الرمال .احتملوا العطش وقلة الزاد .احتملوا فراق الاهل والاحباب .انسوا لبعضهم .كونوا اسر فيما بينهم .فما كان هناك فرق بين صحراوي او امازيغي او شمالي .فصار رفيق السلاح هو رفيق الروح فيخاطب الغريب عنه بانه (كلاسي) يعني رفيقي وانا سنده وهو سندي.
تشتعل المعارك وتتساقط القدائف فيحملون كل يوم زميلا واخ، اخ لهم شهيدا ويحزنون عليه اكثر من حزن الاخرين.
ومع ذالك تراهم يعيشون من اجل الغد متناسين رعب الامس حتى لا تنخر عزيمتهم ولا تنقص ارادتهم .
استشهد منهم الكثير (30000) واسر الكثير2400) وفقد عدد مهم (700) .
انتهت الحرب والصدمة الكبرى كانت هي مواجهة الحقيقة .وهي انهم حاربوا لالشيئ .حرروا الارض لتنهب ممن استكن الفيلات والقصور والضيعات والسيارات الفارهة والرحلات والعطل السياحية المترفة.وما كان لهم الا دفن تحت الرمال بدون حتى شواهد على قبورهم وعاهات تلزمهم مدى الحياة.ومعاشات يعيشون بها تحت مستوى الفقر .بينما خيرات الارض منعت عنهم وعن دويهم.فسارت اسرهم من ادنى اسر الوطن . والادهى من ذلك ان ابناءهم همشوا وشردوا واهملوا وكأن من اخلفهم من خونة الوطن .ليتفرخ للوطن جيل ساخط وغاضب بل وحاقد .لانه يرى بام عينيه انه ضحية اكدوبة سميت بالوطنية وان مفهومها عنده كان عكسي .

بقلم محمد عالي هيا
عضو الجمعية الوطنية
لأسر شهداء ومفقودي
 واسرى الصحراء المغربية