اسماء لا تنسى 

ابطال ملاحم حرب الصحراء 

 الشهيد الشافعي هيا شهيد حرب الصحراء وشهيد الجيش المغربي  ازداد سنة 1947 بتيزگي اهل عليات ،ابن لاحد الشيوخ الكبار بالمنطقة ومن عائلة عريقة لها تاريخ حافل بالدفاع عن الوطن من الغزوات الخارجية .ترعرع الشهيد في جو بدوي بمنطقة وادنون (گلميم) عاش حياة البدو بكل مراحلها من رعي وزراعة وغيرها .الى ان اشتد عضده ليختار السير على نهج ابائه واجداده في الوطنية والدفاع عنها.التحق بالقوات المساعدة الملكية سنة 1974 رافضا ان يتخد طريق جيله الدي اختار في اغلبه التوجه للخارج اما عن طريق موغا او عبر موريتانيا .كان مكانه هو 17MM المتمركزة بالدار البيضاء كمقر لها (بورنازيل) تدرب وتم توجيهه لميدان المواجهة وهو في رباط مستمر لا تغفل عيناه العدو ليلا او نهارا وعرف عنه نباهة عقله وحسه الفكاهي ورجولته وكذا طيبوبته سواء مع والديه او معارفه وترك كلمة (الله يعمرها دار) خالدة وراءه تذكر كلما ذكر اسمه في حديث او تراءى لهم ابنه او ارملته او احد من اسرته.تزوج الشهيد ورزق بابن اختار له ابوه اي جد المولود اسم محمد عالي تيمنا بالمقاوم المصري محمد عالي باشا .في سنة 1979 وبشهر غشت تم الهجوم على مدينة الطانطان هجوما شرسا قويا مخطط له بإحكام ودكر انه تم بمساعدة الخونة .هذا الهجوم المدون في التاريخ كان الحدث الذي اختار فيه الله روح الشهيد لينتقل الى الرفيق الاعلى رفقة زملائه المرابطين بالميدان.كان هو واصحابه في مقدمة الصف يشكلون حاجز دفاع عن المدينة فكان من بين الشهداء الاولين في الواقعة.وللاسف فقد تمت تصفية كل روح شاهدة على الحدث قد تروي لنا تفاصيل دقيقة عن مجراها.حتى قبورهم فهي مجهولة لا احد يعلم لهم اثر دفن وقد ساد الاعتقاد لمدة من الزمن الى حدود الافراج عن اخر اسير انه قد يكون من بين الاسرى وان هناك سر يجعله يخفي حقيته وشخصيته عن العدو .لكن كانت تلك سنوات عاشت فيها اسرته رغم انه مسجل بالوفاة رسميا ان هناك امل في بقائه على الحياة.وكانت لحظة اخر  مفرج عنه كانها هي يوم استشهاده .للتذكير فقط فان يوم التبليغ عن استشهاده حدثت امور وكأنها اشارة من الله انه يوم اسود لا يحبه الله فقد اترق محصول الزراعة في نفس اليوم لتلك السنة وكانت سنة صابة خير .كما ان مهرة كانت للعائلة لدغتها افعى وماتت ايضا في نفس اليوم .
ترك الشهيد وراءه ميراثا تاريخيا باخلاقه وشجاعته وحكمته وفكاهته الى يومنا هذا.كما ترك خلفه ام موجوعة محطمة واب يلعن اليوم الاسود داك ويقول ما بقي لي في الدنيا شيئ بعد فقدان ابني هذا رغم ان له من الابنا 13 فردا بين الدكور والاناث واسرة كبيرة من الاخوة والاخوات الا انهم لا يملأون مكان ابنه البكر معيله وسنده في الدنيا .الشهيد له ابن وحيد تركه وعمره لم يصل لثلاث سنوات وارملة وهي ابنة عمه لم تتعدى 24 سنة .فالابن لا يتذكر ملامح وجه ابيه ولا اي ذكرى منه فلم يلتقي الطرفين الا مرتين فقط كجسدين في اجازات قصيرة لا تتعدى 15 او 20 يوما .عاش الابن مع امه في بيت الجد وبعد سنوات انتقلت الارملة للعيش مع اسرتها رفقة ابنها .بلغ الابن سن التمدرس بعد ما مر من الكتاب ودرس بالقرية (تيدالت) الى حدود السنة الثالثة ابتدائي لينتقل رفقة امه للمدينة اي كلميم فيكمل دراسته الابتدائية والاعدادية وما استطاع الا ان يدرس المستوى الاول من الباكلوريا .وهذا طبيعي ،فظروف العيش كانت صعبة ومستحيلة ومهينة في حق الشهيد تجسيدا في اسرته الصغيرة.استمر الابن فولج سوق العمل في سن مبكرة منتقلا لأگادير وبعد السنة عاد فلم يستطع ان يترك امه وحيدة وهو وحيدها .ولج التكوين المهني ولاحساسه بالقهر جعله من الساخطين والمتمردين على سياسات الدولة فكان لا يرضى باحد ينهره او يفرض عليه عبوديه فهو ابن الشهيد البطل ولا يمكن له ان يهين اباه غي قبره .لم يكمل تكوينه ليخرج مرة اخري لسوق العمل معتمدا علي نفسه وعقله وصورة ابيه داخل المجتمع الطيبة ولا زال ليومنا هذا يصارع الحياة بمرارة وغضب من مؤسسة اهملته هو ووالدته التي ترملت في سن مبكرة واهملت اهمالا ينقص من كرامة الوطن قبل ان ينقص من كرامتها.احتفظت بنفسها وشرفها وعفتها ولم تختر الزواج إخلاصا منها لروح الشهيد الذي لم يخلص له لا الوطن ولا الشعب الا هي .فكانت نعم الزوجة ونعم الام .وعاشت ويلات المرض وضعف البدن نتيجة فعل الدولة بمؤسستها العسكرية .ولا زالت الى يومنا هذا تعاني المرض ولاهم لها الا المواعيد الطبية وفواتير الدواء .ان الدولة سجلت في تاريخها صفحات سوداء بإجرامها في حق الشهيد واسرته .وان للتاريخ من يحكيه وان التاريخ لا يرحم .

محمد عالي هيا 
عضو الجمعية الوطنية
 لأسر شهداء ومفقودي 
واسرى الصحراء المغربية