سلسلة ابطال ،رموز ملاحم حرب الصحراء 

الشهيد الجزمي محمد بوعزة n de matricule3172/1963

شهيد الجيش المغربي ،وشهيد القضية الوطنية ،ولد سنة 1942 بايت سيدي علي ،الحمام ،اقليم خنيفرة.التحق بالجيش كجندي GLS في 4-11-1963 وعمره 21 سنة ،ليترقى الى جندي من الدرجة الأولى في 1-11-1967 ثم إلى كابورال في 1-5-1973 والى كابورال شاف في 14-5-1977 ثم إلى رتبة شارجان 14-5-1979,وكله امل في الدفاع عن الوطن ،وتكوين اسرة والعيش في كنفها .إلا أن الأقدار اختارته ليكون من بين مفقودي حرب الصحراء في 11-3-1981 مخلفا وراءه أرملة وابن .
هذه الأرملة التي تذوقت مرارة العيش ومشاكلها وهي في سن صغير ( فقدان الزوج وتربية الابن ).لتشمر على ساعد الجد بعدما وجدت نفسها في متاهة دون سند من الجهات الوصية والمسؤولة .لتجمع بين شخصية الرجل وصلابته ،وشخصية المرأة وحنانها ،راكبة موجة عالية حطت بها في المجهول ،وفي غياب تام لمن كان زوجها يقاتل لاجلهم ،وهذا هو حال كل ارامل شهداء حرب الصحراء،كلهم يعيشون واقعا اغرب من الخيال.
وفي 31-5-2015 حولت الدولة هذه الشخصية من حالة مفقود إلى شهيد ،وما كان لأسرة الشهيد من هذا إلا كلمة "" شهيد "" ضلت حبرا على بطاقة تمنحها مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء المحاربين وقدماءالعسكريين،هذه المؤسسة التي خلقت لتنهض بهذه الشريحة ،الا انها زاغت عن هدفها وانعرجت عنه ،كما أن الواقع عراها ليتبين انها مؤسسة مشلولة ولا ترقى لتطلعات هذه الشريحة.والاكثر من هذا لا تستحق تسمية صاحب مقولة "" على الجندي أن يدهب للحرب وهو مطمئن على أسرته "" مقولة المغفور له الحسن الثاني .فإقران هذه التسمية بهذه المؤسسة تصغير  لهذه الشخصية الكرزمية .
بالحبر بهدل المسؤولون والوطن الشهيد الذي وهبهم كل شئ ،فاستغنوا عنه وتنكروا لجليل تضحياته .
 ليكون بذلك الارامل والابناء اول الضحايا الذين لم تقتلوهم ولكن تركتموهم يعيشون مدبوحين بخنجر خيانة دم الشهيد .
لنخلص بأن السياسة الأحادية الفاشلة والتهميش والاقصاء الممنهج ،هو الحقيقة المطلقة في ضل الأوضاع النسبية التي تعيشها اسر من زرعوا بذور الوطنية الحقة ،وتجدروا في إغناء وتعميق روح المواطنة والوطنية .
(هم علموا الأجيال معنى التضحية وأنتم علمتموهم معنى الخذلان ونكران الجميل). الا أن محصول ما زرع سلب منهم لينسب لمن لا يستحقون أن يكن لهم أي إحساس ،حتى الكره لا يستحقونه لأنه احساس.
 انصفوا هذه الشريحة أو اقتلوها وخلصوها من خيبة الأمل والبؤس الناتج عن سياساتكم التي كرست العنف الرمزي على هذه الفئة والذي سيكون له وقع و عواقب وخيمة وخطيرة على معنويات كل مكونات الجيش وكل أطياف المجتمع المغربي.
نطلب العلي القدير أن يبلوكم بما ابتلينا به نحن ، وترجع بنا الاقدار ونكون نحن هم المسؤولون واصحاب القرار ليوم واحد فقط ،ليس لنشمت فيكم ،بل لنقوم بواجبنا اتجاهكم ولن نخدلكم كما فعلتم انتم ،ونعطيكم دروسا في التعامل مع الشهداء وما يستحقونه ،حتى تتأكدو بأن الوطنية ليست مجرد شعارات نستغلها ونتبجح بها بشكل مناسباتي ،انما هي شعور وإحساس بقوة الانتماء إلى الوطن وبدل كل غالي ونفيس للدفاع عنه ،حتى تعلموا أنه اذا ضاع الوطن ،ماتت الروح وذل الجسد

                                                                                             الجزمي خالد
                                                                                        عضو المكتب الوطني
                                                                                     للجمعية الوطنية لأسر شهداء
                                                                                  ومفقودي واسرى الصحراء المغربية