31/5/2015حدث في مثل هذا اليوم 
التاريخ المنسي


في مثل هذا اليوم والشهر من سنة 2015 ,تلقت 184 أسرة الجنود المغاربة ،الذين كانوا في عداد مفقودي حرب الصحراء نبأ استشهاد  ابائهم 
تاريخ اعتمدته المؤسسة العسكرية لتحول وضعية  هؤلاء الأبطال من صفة مفقود إلى صفة شهيد ،وفي هذا الصدد تم إخبار هذه الأسر ببرودة دم دون مراعاة لمشاعر هم واحاسيسهم .وحتى جملة "" البركة فراسكوم "" لم يسمعوها من طرف المسؤولين.

اجيو تصاوبو وراقكوم "" هذا هو الخطاب الذي كان سائدا ،والغريب في الأمر هو أن المجتمع المغربي لا يعرف شيئا عن هذه الحرب أو هذه الفترة من التاريخ المغربي المنسي ،لدرجة اننا ونحن نعد هذه الوثائق وفي أحد مؤسسات الدولة ،قالت إحدى الموظفات لزملائها "" اش واقع هذ اليام فالصحرا ""

والطامة الكبرى وبعد ما يزيد عن عام لاعداد الملفات المطلوبة ،اكتشفت هذه الأسر أن جنودنا الشهداء لا يتوفرون على تأمين على الحياة ( ما عندهومش لاسورانس ) بدريعة أن التأمين لم يكن في تلك السنوات.ولم يدخل حيز التنفيذ الابعد وقف إطلاق النار ،وهذا الأمر يجعل الدولة في تناقض فاضح ومخجل .إذ كانت تعتبر هؤلاء الجنود ،احياء يزاولون مهامهم في الجيش إلى غاية 31/5/2015 وهو تاريخ الاعلان عن استشهادهم .
وهنا نتساءل ،لماذا لم يشملهم قانون التأمين رغم أن مؤسسة الجيش تعترف بأنهم كانوا   يزاولون عملهم في الجيش الى سنة 2015 وهي سنة الاعلان عن الاستشهاد  ؟؟؟
وما يزيد الطين بلة ،هو أن هذه الأسر لم تتلق ولو درهم واحد كتعويض 

والى غاية اليوم لا تزال عائلات الشهداء  تتخبط في مشاكل لا حصر لها بسبب  حرب الصحراء التي  انطلقت سنة 1975 وانتهت سنة 1991 (سنة وقف إطلاق النار) بين المغرب والبوليساريو
حرب تسببت في ماسي وويلات ومعاناة وأمراض وجروح وندوب لم ولن تندمل ،كما أن السنين تزيد في تفاقمها ،بسبب لا إنسانية الوطن الذي تعامل معهم بأسلوب مهين ومشين ومعيب.وبسبب تنكر المؤسسة العسكرية والدولة بجميع مكوناتها لتضحيات هؤلاء الجنود الأبطال الذين ابو الا أن يقدموا أرواحهم في سبيل الدفاع عن مغربية الصحراء واستكمال وحدة البلاد .
فقرابة 40 سنة وهذه الأسر تبحث عن الإنصاف ،اربعون سنة ليست مجرد رقم عشري فقط ،بل هي مرحلة زمنية مليئة بالاحزان والآلام والغبن وخيبة الامل فيمن أمنهم الشهيد على أسرته .

فلماذا هذا الاستخفاف في التعاطي مع مطالب هذه الفئة ؟ هذه المطالب التي لا تتطلب اعتمادات مالية ضخمة ،بقدر ما تتطلب قرارا سياسيا حكيما يعود بالنفع على عافية الدولة ويعيد الثقة بين الشعب والمسؤولين ،لما للشهداء من سلطة قوية نابعة من أرواحهم الطاهرة التي وهبت ليحيى الوطن 

الجزمي خالد