http://www.almoharib.com/2017/09/blog-post.html
قصة شهداء ومفقودي واسرى الصحراء المغربية 
*خالد الجزمي
لكل قصة بداية ونهاية، الا قصة شهداء ومفقودي واسرى الصحراء المغربية ،قصة ماساوية، تراجيديا يدمع لها الحجر،قصة حقيقية معيشة ومزمنة لاتزال اعراضها مصاحبة وملازمة لهذه الاسر منذ بداية الصراع المفتعل من طرف الجزائر والى حدود كتابة هذه الاسطر.
فسنة 1975 كانت بداية نزاع مسلح وحرب حامية الوطيس بين المغرب و مرتزقة البوليساريو ،التي دارت رحاها في الصحراء المغربية . بهدف تنظيم الجغرافية السياسية وتوحيد البلاد واسترجاع الاقاليم الجنوبية ، ووضع حد للاطماع الجزائرية الرامية الى ايجاد منفذ الى المحيط الاطلسي ، وكذا لمنع المغرب من الامتداد الافقي الذي سيعطيه قدرة على التاثير في السياسة الاقليمية.ولشغله عن قضية حدود المغرب الشرقي.
ومنذ بداية هذا الصراع والى الان لاتزال قضية الصحراء المغربية ،رغم تدخل عدة اطراف لوضع حد لها وايجاد توافقات ترضي الطرفين .الاانها لاتزال من القضايا التي تستاثر المنتظم الدولي ،
ولا يمكن التحدث عن مشكل الصحراء المغربية ،بمعزل عن مشاكل اسر شهداء ومفقودي واسرى الصحراء المغربية.فهما قضيتان متلازمتان في الزمن والمكان اذ عمرتا قرابة الاربعين سنة، وكلاهما لم يعرف طريق الحل
فتدبير الملف الحقوقي و الاجتماعي لهذه الشريحة ،تفوح منه روائح فساد كريهة ،وهذا ما يفيد تورط ايادي خفية تتلاعب بهذا الملف لجني مكاسب جمة والاغتناء على انقاض هذه الفئة المستضعفة ،ضاربة عرض الحائط التعليمات السامية للقائد الاعلى للقوات المسلحة الملكية الرامية الى تمتيع هذه الاسر بكل العناية المادية والمعنوية .
فكما لا يخفى على الجميع ،فهذه الحرب حصدت 30000 شهيد و2400 اسير و 700 مفقود .
كل هؤلاء الابطال فتحوا صدورهم للرصاص واسترخصوا ارواحهم وجسدوا رمزا و عنوانا بارزا للتضحية و الفداء ونكران الدات من اجل وحدة الوطن وتماسكه وصموده في وجه الاطماع التي تستهدفه ،وستضل ذكراهم العطرة خالدة في وجداننا كاشاوش سطروا بدمائهم تاريخا مشرفا وسقوا به تراب الصحراء المغربية . وبالاضافة الى الاثار التدميرية و المادية و البشرية ،خلفت هذه الحرب اضرارا اجتماعية ،اذ ساهمت في تشتت البنية العائلية    لهذه الاسر ،وغيرت البنية الاجتماعية باغتناء كبار الضباط وتفقير اسر الشهداء والمفقودين والاسرى.ناهيك عن الامراض النفسية و العضوية التي انتشرت في اوساط هذه الاسر كانتشار النار في الهشيم،بسبب تنكر الدولة لتضحيات ابائنا و عدم قيامها بواجبها اتجاه ابناء و ارامل ام القضايا الوطنية،اذ تركتنا عرضة للتشرد دون اي متابعة معنوية للاطمئنان على احوالنا و تركتنا نتموقع في الضياع ونضيع في الموقع.
ورغم كل هذا نعتبر الحرب التي خاضها اباؤنا ضد الانفصاليين اهون واقل وقعا من الحرب التي يشنها وطننا الحبيب على اسر الشهداء من خلال الاقصاء والتهميش والجور والظلم وانتهاك جميع المعاني الانسانية وهضم الحقوق ونهج المقاربة الاحادية الفاشلة ،وعدم تكريس سياسة الاعتراف والتقدير.
هي حرب ممنهجة لقتل روح التضحية والاستماتة ونكران الذات اتجاه الوطن من 

طرف بعض المسؤولين الساديين عديمي الضمير وميتي الاحساس،الذين 
سيتسببون 

في تنامي ظاهرة الحقد الذي يتغلغل في نفوس الافراد ويتكون لديهم  انطباعا 

تشاؤميا يفقدهم الامل في هذه الدولة التي تتنكر لتضحيات الشرفاء وخدام الدولة 

لما 
    للكلمة من معنى ،وتمجد وتكافئ الخونة والجلادين.

* عضو المجلس الوطني للجمعية المغربية لأسر شهداء ومفقودي الصحراء المغربية