الجمعية الوطنية لأسر
 شهداء ومفقودي وأسرى
الصحراء المغربية
المكتب الوطني
     ملتمس  للقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان الحرب العامة الملك محمد السادس المنصور بالله.
     الحمد لله العظيم شأنه، القوي سلطانه، المحتجب بالجلال والمنفرد بالكمال ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
إلى القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة، حامي حمى الملة والدين، أمير المؤمنين الملك محمد السادس.
      مولاي صاحب الجلالة ،بعد تقديم فروض الطاعة والولاء ،وما يليق بمقامكم الشريف ،لنا عظيم الشرف أن نضع بين يديكم الكريمتين،و نلفت سامي نظركم الشريف نحن اسر شهداء ومفقودي القوات المسلحة الملكية،  إلى أن تعطيل حل ملف ذوي الشهداء قد اثر بشكل سلبي على صورة الجيش المغربي وعلى معنويات قواتنا المسلحة الملكية وعلى سلوكيات سكان الصحراء , بل وعلى منظومة الأمن القومي المغربي بشكل عام وبقهرنا لهذه الفئة المستضعفة خالفنا وصية عميقة للمرحوم مولاي الحسن الثاني طيب الله ثراه والتي استشرف فيها المستقبل وتعتبر قاعدة العقيدة القتالية لكل الدول بقوله رحمه الله "يجب أن يذهب الجندي للحرب وهو مطمئن على أسرته "لان للشهداء وذويهم ثقلا معنويا يظهر في المواقف الحرجة ,لهذا دأبت كل دول العالم الى الاحتفاء بالشهداء.
     قائدنا الأعلى رئيس أركان الحرب العامة ،من خلال إحاطتنا الدقيقة والعميقة بملف الصحراء بكل تعقيداته وبأجهزة الأمن القومي المغربي بكل تفاصيلها وتشابكاتها على مدى عقدين من الزمن,نؤكد لجلالتكم أنكم الوحيد القادر على حل مشكلتنا ،لان المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية لم نرى منها على مدى أكثر من ثلاثين سنة خيرا سوى تحقيقات اجتماعية تعتبر مضيعة للجهد والوقت ولا طائل منها لا للوطن ولا لأسرنا ,كما أن مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين ،هي واقعيا مؤسسة مشلولة وليست لها  اليات الاشتغال ، باستثناء تحقيقات اجتماعية تافهة وتبعث على الخجل, كما أن نسبة 25 في المائة التي يتم الترويج لها في المباريات هي مجرد وهم وإشاعة , فلقد اجتاز أبناء الشهداء الآلاف من المباريات في جميع المجالات  و لم يطبق عليهم المبدأ ،بل وكانت تسمية ابن شهيد تهمة تعرض صاحبها للحرمان من الشغل والدراسة والتحقيقات الاجتماعية والأمنية التي أضرت بصلابة الوطن، بل وهناك جهات نافذة لاحقت أبناء الشهداء حتى في إنشاء مشاريعهم البسيطة الخاصة واستخدمت كل إمكانيات الضغط العمومي من اجل إغلاقها وفعلا أغلقت أبواب الرزق على بساطتها .
      القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة ، نعلم جيدا أنكم لن تدخروا جهدا في إنصافنا لان الكل يحس من نبرات خطاباتكم كيف تترحمون على شهداء الجيش بنبرة صادقة في كل خطاباتكم منذ توليكم العرش، ورغم كل ما تعرضنا له على يد أجهزة الأمن القومي من ظلم وتفقير إلا أننا نعتبر جزءا لا يتجزأ من المؤسسة العسكرية المغربية يسري علينا ما يسري عليها في وقت السلم كما في وقت الحرب .
       لقد تعرضنا لشتى أنواع الظلم والقهر والحرمان من الشغل والدراسة من طرف أجهزة الأمن القومي والذين تناوبوا على التنكيل بنا واضطهادنا والتضييق على أرزاقنا وتم التعامل معنا على أساس أننا أعداء ،مما جعل لعنة دماء الشهداء الذين لبوا نداء القيادة بتفاني تلاحق الوطن في وحدته وصلابته ،وجعلتنا لا نكاد نحل مشكلا في الصحراء حتى تظهر مشاكل ، فآباؤنا ورغم استشهادهم في الحرب إلا أنهم دائما بيننا ولهم السلطة في هذا الوطن،
     لقد راسلناكم يا جلالة الملك لأننا نرى لعنة أرواح ودماء الشهداء ودموع الأرامل تطاردنا في كل مكان, في الصحراء وفي الجيش وفي عافية الدولة وعافية رجالها , واثأرا سلبية كثيرة لهذا الملف على معنويات الجيش ونظرة الأخر لنا من الخارج , لكن بوجودكم لا زال لدينا الأمل في تجنب السلبيات وتحويل اسر الشهداء إلى قوة لصالح أمننا القومي كما كان يستشرف المرحوم مولاي الحسن الثاني اسكنه الله فسيح جنانه ،فهدفنا هو الوصول إلى تحقيق تشبث منقطع النظير للجيش بالقيادة في أحلك الظروف وأقساها ،لان ذلك هو الضمانة الوحيدة لصمود الوطن تجاه ما هو قادم من تحديات لا يمكن للوطن تحملها بدون صمود الجيش ، بدل ترك الملف ينخرنا من الداخل من حيث لا ندري , فالضمانة الأساسية لصمود الوطن هو رئيس أركان الحرب العامة .وتحقيق ذلك يأتي يا صاحب الجلالة عبر مطلبين أساسين يكتسيان طابعا استعجاليا وهما
  • إحاطة اسر الشهداء التي تعرضت للظلم و التضييق عليها في أرزاقها لرعايتكم السامية المستعجلة حيت منع جل أفرادها بشكل صارم بنات وبنين من العمل في القطاع العام وكذا تدخل جلالتكم من اجل تعويض هذه الأسر ماديا ومعنويا، وتوفير السكن الكريم لأرامل الشهداء، وتشغيل العاطلين من ابناء الشهداء وإدماج الراغبين منهم بشكل استثنائي في أسلاك القوات المسلحة الملكية مع تكييف عامل السن ،وتخصيص استقبال لأفراد من المكتب الوطني للجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي واسرى الصحراء المغربية , لأنها حقوق في رقبة الدولة المغربية ،وذلك لن يتحقق الا بتدخل مباشر من جلالتكم وبدون وساطة أية جهة أو أي مسؤول مدني او عسكري مهما كانت رتبته ،فالأرامل قد وصلوا من العمر عتيا ،واغلبهم ماتوا حسرة وأسفا على ظلم ذوي النفوذ ،ولم يعودوا يستحملون مساطر وتحقيقات المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية ومؤسسات الحكومات المتعاقبة التي استغرقت أكثر من ثلاثين سنة بدون أية نتيجة ولم تراكم في هذا الملف سوى الفشل، فلم نعد نثق في احد غير القائد الأعلى بعد الله تعالى ..
  • ثانيا مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء  المحاربين لم ترق لتطلعات هذه الشريحة المتشبثة بالعرش العلوي،وزاغت عن هدفها وانعرجت عنه، بذلك نلتمس انشاء مندوبية سامية تعنى بالشهداء .و إنشاء هيئة تسمى " الهيئة العسكرية العليا للتوجيه المعنوي" وربطها بالمجلس الأعلى للأمن القومي المغربي , ,لان الانتصار لن يأتي بالأسلحة والجنود فقط ، بل بالعقيدة القتالية والمعنويات المرتفعة والثقة المتبادلة بين القيادة وبين الجنود عبر أيتامهم وأراملهم، و توكيل أمر هذه الهيئة تحت إمرة الأميرة الجليلة للا مريم نظرا لخبراتها في المجال الاجتماعي للجيش و حبها وإخلاصها للجيش قمة وقاعدة , فلقد كانت دائما تحاول حل ملفنا لكن محاولاتها دائما كانت تصطدم بمن يحبطها مما تسبب في تدمير اسر بأكملها ,و يكون من مهام هذه الهيئة إجراء دراسات وأبحاث حول معنويات الجيش وكيفية تقويتها وإصدار توصيات وتقارير دورية لتنفيذها ميدانيا عبر مشاريع بعد موافقة رئيس اركان الحرب العامة عليها , وكذا التفكير في إستراتيجية شاملة للتعبئة العامة للشعب والاستفادة من طاقته في تحصين الوحدة الترابية ،وجعل المغرب يتحرك بكل طاقته وبكل محركاته في قضية الصحراء عبر الديبلوماسية الموازية الصادقة وليس دبلوماسية التملق الموازي ,لتجنب مثل الآثار الارتدادية علينا التي تظهر في كل حين في الشمال وفي الجنوب ،وكذا العناية بالجانب الاجتماعي لقواتنا المسلحة الملكية ، وحل هذا الملف الذي عجزت الدولة المغربية عن حله لعقود، بل الجهات الوصية على هذا الملف لا تعرف حتى ماذا تحتاج اسر الشهداء وتشتغل بشكل اعتباطي اهدر ميزانيات ضخمة صرفت على المؤسسات الاجتماعية للجيش بدون اية نتيجة ، بل زاد وضع اسر الشهداء سوءا على سوء، وزادهم جور الزمان واليتم والفقر وظلم المسؤولين على سوء تسيير هذه الإدارات ظلمة على ظلمات، فهناك قرارات بسيطة وغير مكلفة وستحل المشكل بشكل نهائي بدل هذا الاهدار الكبير للمال على مؤسسات لن تحقق أي نتيجة جدية .
        هذا أمر جلل برئت منه ذمتنا وتعلق بذمتكم الطاهرة .
       نرجو الله أن يعينكم على القيام به ، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، وأن الله سبحانه ينصر المستضعفين والمظلومين واليتامى ، جعلكم الله مباركين أينما كنتم ونصر بكم الوطن ووفقكم لما يحبه و يرضاه وحمى بكم حمى المستضعفين والمظلومين من كيد المستكبرين والطغاة، إنه القادر المقتدر ،المهيمن الجبار ،والأمر لصاحب الأمر في السماوات والارض.
      أدام الله عزكم ، وخلد في الصالحات ذكركم ، ، وأقر عينكم بسمو الأمير ولي العهد مولاي الحسن ، اشدد الله له أزره بأب عطوف يحمي الأسرة والوطن وقوى له ظهره بجيش عرمرم يذهب الحزن ،انه سميع مجيب .
       وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . والحمد لله رب العالمين .
      تم إرسال نسخ من الرسالة عبر البريد العادي والمضمون إلى كل من:
·         نسخة أصلية إلى القائد الأعلى رئيس أركان الحرب العامة محمد السادس نصره الله
·         نسخة إلى الأميرة للا مريم رئيسة المصالح الاجتماعية للجيش المغربي
·         نسخة إلى المستشار الأمني للقائد الأعلى رئيس أركان الحرب العام
                                                                                                         عن المكتب الوطني :
                                                                                                                             الرئيس:إبراهيم الحجام