الرأي الحر, فادى عيد *

http://www.almoharib.com/2015/06/blog-post_53.html
صداع ولد عبد العزيز المزمن 
أختتم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز زيارته إلى ولاية كيديماغا التي بدأها يوم الثلاثاء 9 يونيو الجاري و التى زار خلالها عاصمة الولاية مدينة سيلبابي و مقاطعة ولد ينجي بجانب العديد من المراكز الإدارية في الولاية و بعض البلديات التابعة لها، كما أن الرئيس الموريتاني سوف يستأنف زيارته لباقي الولايات خلال شهر رمضان القادم، حيث يقوم بزيارة إلى نواذيبو و آدرار و تكانت و إينشيري، و بالتزامن مع زيارات الرئيس الموريتاني الخارجية و تحركاته الداخلية كان منتدى المعارضة الديمقراطية يتحرك بالتوازى و لكن بشكل محدود بعد أن أقام ندوة مساء الخميس 11 يونيو 2015م بدار الشباب القديمة متناولا بعض مواضيع الساحة الموريتانية الراهنة، و تقييمهم لزيارات الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز و التى طالها من جانبهم أنتقادات حادة، فقد تحدث الأمين التنفيذي للمنتدى محمد ولد خليل في البداية منتقدا ما وصفه بالزيارات العبثية لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز التي لم تشهد رسم ملامح واضحة و تدشين محطات رئيسية للنهوض بالاوضاع الداخلية الحالية بالبلاد، مؤكدا ان الناس بالعديد من الولايات كانت تعاني من العطش و لازالت، معتبرين أن النظام يرفع شعارات خاوية لاقيمة لها أو جدوى و بعد سلسلة من الانتقادات الحادة من الأمين التنفيذي للمنتدى محمد ولد خليل تحدث السيد جابيرا معروف رئيس المنتدى بخطاب مطول أكد فيه على أهمية النضال من أجل الحقوق، ومناهضة التمييز في صفوف المواطنين و هذا قبل أن يدعو المعارضة في ختام حديثه لمهرجان يوم 16 يونيو الجاري في ألاك لدعم سكان الولاية الزراعية التي تشهد موسم جفاف حاد و أزمة كبيرة كغيرها مثل بعض الولايات فى عدم توافر المياة .
و على صعيدا أخر دخلت الازمات الخارجية على الخط الداخلى المتوتر بعد أن أتهمت حكومة النيجر دول الساحل الخمس بجلب مرتزقة من قومية التوبو لشن هجوم غادرا على الطوارق فى منطقة أوباري الغنية بالنفط و الواقعة باقصى جنوب غرب ليبيا، كما زعمت النيجر بان تسليح هولاء المرتزقة كان تحت أشراف نواكشوط التى ترأس حاليا رئاسة مجموعة دول الساحل الخمس، و أن نواكشوط هى المشرف الاول لعمليات حشد هولاء المرتزقة و جلبهم،
كما صرحت حكومة النيجر بأن المرتزقة تم جلبهم من تشاد و السودان خاصة منطقة غرب دارفور و هى المنطقة التى حملت محطة الترانزيت الهامة لجلب المرتزقة و أدخالهم فى الصراع الليبي منذ بداية أنهيار نظام القذافي، كما صرحت النيجر بأنه تم أيضا مرتزقة من ليبيا نفسها و بالتحديد من مناطق القطرون و مرزوق و سبها و الكفرة، كما أن هناك عناصر من التى أعتقلها جيش النيجر كانت تابعة للجيش الشعبي لتحرير السودان .
فمنطقة أوباري التى أعتبرها مجلس النواب الليبي الشهر السابق منطقة منكوبة تشهد حربا شديدة الشراسة بين الطوارق و التوبو خاصة أن تنظيم الدولة الاسلامية المعروف بأسم داعش يبحث حاليا عن موطئ قدم فى الصحراء الكبرى لكي تكون له نقطة أرتكاز ينطلق منها الى ما هو أبعد من ذلك، و أذا كانت الاتهامات موجهه بوضوح لنواكشوط و الرئيس التشادي ادريس ديبي بعد وضوح أثار أقدامهم بأوباري فربما نرى أثار أقدام فرنسا بتلك الاراضى أيضا فهي ليست بعيدة عن ذلك المشهد، و برغم الاتصالات بين موريتانيا و النيجر و لقاءات وزراء دفاع البلدين الا أن مازالت العلاقات الحقيقية بين الطرفين مشحونة بالسلبية .
فعاصمة ولاية لبراكنة التى تأسست على يد قائد الحملة الاستعمارية الفرنسية ضد موريتانيا الجنرال اكزافي كبولاني و الذي قتل على يد رجال المقاومة الموريتانيين بتجكجة سنة 1905م، و التى تحولت من مجرد مركز إداري صغير الى نقطة هامة و حيوية بعد وقوعها على طريق الأمل الذي يربط معظم مدن موريتانيا الواقعة بين العاصمة نواكشوط ومدينة النعمة شرقا
أي بين خطي طول 13.9 وعرض 17.05، و التى لا يتخطى تعداد سكانها مئة الف نسمة باتت صداع برأس الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز و لكن قد تكون النيجر فى القريب العاجل صداعا مزمنا برأس الرئيس الموريتاني .
فادى عيد
الباحث و المحلل السياسى بقضايا الشرق الاوسط fady.world86@gmail.com