http://www.almoharib.com/2015/01/blog-post_6.html
ثكنة أهرمومو و الزيارة الملكية ،القرار القادم

منذ الإعلان عن الزيارة الملكية لمنطقة أهرمومو طفى على السطح خلاف بين طرفين قويين حول مصير الثكنة،ولكل  منهما وجهة نظره، إذ يتجه الطرف الأول مدعوم من جهات حقوقية وأحد الأحزاب النافذة إلى خيار تنازل الدولة عن الثكنة لصالح البلدية لتقام عليها مشاريع سياحية ومعاهد فلاحية لتشجيع الإستثمار على هذا الوعاء العقاري المهم وهذا التيار له إمتدادات داخل مجموعة من العائلات المتنفذة في المنطقة،لكن على الجانب الأخر هناك طرف قوي مرتبط بالدفاع الوطني يعتبر التنازل عن الثكنة أو التفريط فيها أمرا مستحيلا ،ويؤكد على أن من أراد الإستثمار في أهرمومو فالأراضي شاسعة،أي  لماذا بالذات يتم التركيز على أراضي الثكنة.
وأكد متتبعون أن تفريط قيادات الجيش وهيئات التخطيط الحربي  في الثكنة يعد نكسة عسكرية للدولة المغربية ،وخطأ إستراتيجي غير محمود العواقب،بإعتبارها قاعدة خلفية قوية وينتظر أن تلعب دورا أساسيا في أية حرب قادمة سواء على مستوى الدفاع الجوي لأنها تتواجد على المسار المحتمل للصواريخ والمقاتلات الجزائرية ،أو على مستوى التطبيب وتخزين الأسلحة لإعتبارات تعلمها هيئات التخطيط العسكري جيدا،وحتى على مستوى التكوين والدعم النفسي للجنود ، فالعدد الكبير للقبائل المحيطة بالثكنة يعتبر خزانا هائلا للموارد البشرية للجيش المغربي،وهذا ما يفسر الإهتمام الكبير للجزائر والبوليساريو بالزيارة الملكية لأهرمومو،وتحرك أطراف  للتشويش على الزيارة .
في داخل هذا النقاش يبقى رئيس أركان الحرب العامة محتفظا بنظرة ماكروشمولية للوضع العسكري وتوزيع الثكنات،والقرار المتخذ سيميل إلى تقوية قدرات الأمن القومي المغربي،وهذ ما تأكد بالملموس قبيل تأجيل الزيارة بقليل حين أشار بالواضح في أخر خطاب ملكي ولأول مرة بشكل مطول إلى شهداء الجيش وإلى ذويهم،أي أن الملك على إطلاع بأدق التفاصيل المتعلقة بالدفاع ويدرك طبيعة التهديدات ،هذا من جهة ومن جهة أخرى أبانت الطواقم الأمنية للملك أنها أكثر من يقضة ولن تنطلي عليها الخطط الرامية إلى إحباط معنويات الجيش أو الإعتداء على حرمات القوات المسلحة أو التشويش على الزيارة،فتأجيل الزيارة توجيه من القيادة العليا لرسائل  إلى عدة أطراف مفاذها أن لا يسمح لأحد باللعب بمقدرات الجيش،أو الإعتداء على عوائله من أجل إحراج الملك، فالقرار المتعلق بالثكنة قرار سيادي مرتبط بالأمن القومي للدولة وليس بمصالح فئوية أو مناطقية ضيقة
،لكن بالتأكيد هناك توليفات توفيقية بين مصالح المنطقة بإعتبارها جزء من الوطن وبين المصالح الدفاعية للوطن ككل جامع للنسيج بأكمله.www.almoharib.com