http://www.almoharib.com/2013/06/blog-post_24.html
هل إحساس المغاربة بعدم  الأمن في تلاشي ؟
هل يعتبر المغرب بلدا أمنا ؟
سؤال حاول وزير الداخلية المغربي الإجابة عليه بالإيجاب  ،وقال زوال اليوم وبكل أريحية أن الأمن في المغرب في تحسن وأن الإحساس بعدم  الأمن في تلاشي، فيما حمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن أغلب الجرائم إلى تعاطي الشباب  لحبوب الهلوسة -القرقوبي- ،فهل يا ترى بلد صغير كالمغرب وبكثافة سكانية بسيطة يسجل فيه  أزيد من 174 ألف عملية إجرامية في أقل من خمسة أشهر يمكن إعتباره بلدا أمنا ؟ هذا  دون أن نتحدث عن الجرائم التي لا يصل صداها الى الدولة  وتبقى طي الكتمان ؟
إن المتتبع للشأن الأمني وحتى الإنسان البسيط يلحظ وبالملموس إرتفاع الظاهرة الإجرامية في المملكة سواء عبر الإضرار بأمن المواطنين أو بممتلكاتهم بل وحتى بالسكينة العامة ليلا بحيث أصبح النوم في العديد من مناطق  المغرب أمرا مستحيلا وحلما بعيد المنال،طبعا تنامي الظاهرة الإجرامية وإختراقها للبنية الثقافية والإجتماعية للمغرب لا يمكن أن يتحمل مسؤوليتها رجل الأمن الذي هو بدوره ضحية ،بقدر ما يتحمل مسؤوليتها العديد من المتدخلين على عدة مستويات،ورجل الأمن فقط يتحمل التبعات ، رغم أن هناك الكثير من التقصير الأمني في بعض الأحيان،لكن هناك حقيقة ملموسة يجب تسجيلها وهي أن الشرطة في المدن هي الأكثر نجاحا في التصدي وقمع الظاهرة الإجرامية  من قوات الدرك في البوادي التي يسجل أنها تعجز عن ضبط العديد من الظواهر المقلقة في ضواحي المدن والقرى خصوصا فيما يتعلق بترويج  الخمور والمخدرات والإخلال بالسكينة العامة ليلا وهذا راجع بالأساس لعدة فوارق بين الشرطة والدرك فيما يتعلق بالتكوين والمستوى المعرفي ودرجة القدرة على تحقيق الإنضباط من طرف الرؤساء ،أي تحتاج قوات الدرك للكثير من التفعيل
،لأن العمل في البادية يعتبر فرصة العمر بالنسبة للكثيرين وطبعا ضبط الأمن ليس ضمن الأولويات ،ويبقى الإحساس بالأمن شبه منعدم في المغرب لأن مفهوم الأمن والإحساس بالخوف أصبح أكثر إتساعا ليشمل الخوف من الجريمة ويضاف إليها الخوف من التعليم والأمن والصحة والشارع ...نظرا لتدني الخدمات في كل القطاعات ،مما جعل الإحساس بالخوف وعدم  الأمان يجمع أغلب المغاربة ويؤثر سلبا على كافة قطاعات الانتاج الاقتصادي والعلمي وغيره . .www.almoharib.com