http://www.almoharib.com/2009/10/blog-post_23.html
تحقيق / بدأت بالفعل قوات المارينز الأمريكية في جمع عدتها وعديدها ومن الآن،
للتوجه نحو الأراضي المغربية من أجل المشاركة في المناورات العسكرية المشتركة مع المغرب والتي دأبت على تنفيذها إلى جانب المغرب منذ 2007 ،وكانت منطقة الطنطان وكليميم المغربية هي الحاضنة الجغرافية لهذه المناورات ،لكن
 لماذا إختار الأمريكيون منطقة الطنطان وكليميم  بالضبط ساحة لمناوراتهم ؟ ،
إن المنطقة تجمع كافة مميزات الجو الصحراوي والذي يشبه مناخ وجغرافيا عدة دول عربية في نفس الآن ففي الطنطان وكليميم تجد الواد والوادي وتجد الصحراء بكافة تلاوينها من رمال وصخور ومنخفضات ومرتفعات،منطقة تجمع كافة متناقضات المناخ والجغرافيا الصحراوية ،تجمع بين الجمال والقسوة ،بين الرطوبة والجفاف،وما زاد من تحمس الأمريكيين لهذه المناطق هو توفرها على بحر وشاطئ يمكن إستعماله لوجيستيا لعدة إستعمالات ،أي هي المنطقة المثالية لتدرب الأمريكان على تقنيات الحرب البرية ضد أي دولة عربية،كما أن منطقة الطنطان ورغم أنها امتداد جغرافي للصحراء إلا أن حركة البوليساريو لا تطالب بها وبالتالي لن تتعرض الولايات المتحدة للإحراج مع المنتظم الدولي أو تظهر انحيازها للمغرب في ملف الصحراء وتفقد بالتالي رضي اسبانيا والجزائر  وهناك حقيقة لا يمكن التغاضي عنها وهي حسب عدة تقارير
 وجود قاعدة عسكرية أمريكية في درعة
،فحسب معطيات ,قبل أن يغادر دونالد رامسفيلد منصبه كوزير الدفاع في إدارة جورج بوش، وضع هو وفريقه خطة محكمة لإقامة «القوات الأمريكية في إفريقيا» (أفريكوم) في منطقة الساحل الإفريقي وحسب تقرير البنتاغون، فإن مخطط رامسفيلد فضل إقامة مركز لإدارة العمليات في منطقة وسط موريتانيا يصعب الوصول إليها، حيث بدأ في بناء قاعدة خاصة هناك. وفي الجزائر، قام الأمريكيون ببناء مركز للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، حيث سيتم تعزيزه بقاعدة للتنصت الإلكتروني وللاتصالات في محيط تامانراسيت   في الجنوب الجزائري،  أما في المغرب، فقد حاول البنتاغون تدعيم نظام اتصالاته بين قوات «أفريكوم» والقيادة المتمركزة في أوربا، وتحديدا في شتوتغارت (ألمانيا)، وذلك ببناء قاعدة جوية جنوب أكادير. وفي النيجر ومالي، يتم بناء قواعد لتدريب فرق كوماندو ووحدات خاصة بمكافحة الإرهاب، تحت إشراف ضباط أمريكيين متخرجين من الأكاديمية العسكرية «فورت براغ،أي أن الخطة الأمريكية أكثر شمولية وما المغرب إلا جزء يسير من خطتها ،وما يشاع أن هناك تعاون عسكري بين الطرفين إلا للاستهلاك الإعلامي،لأن أمريكا أرادت أن تتواجد في إفريقيا وما على دول المنطقة إلا الاستجابة بالسمع و الطاعة.
قاعدة الطنطان قيل أنها تتواجد على مساحة تعادل ألف ملعب لكرة القدم، أي ألف هكتار،  على بعد 25 كيلومترا قبالة ساحل المحيط الأطلسي و300 كيلومتر عن جزيرة لانثاروتي بأرخبيل الكناري،وقد كشف عن وجودها للإعلام أول الأمر تقرير صدر عن «أفريكا أنفو ماركت»،وبالنسبة إلى الأمريكيين، فإن «المغرب هو البلد الإفريقي الأكثر مصداقية من البلدان الإفريقية الأخرى لاستضافة الأفريكوم»، يضيف تقرير «أفريكا أنفو مارك»، في إشارة إلى البيانات التي أدلت بها لجنة البحوث التابعة للكونغرس الأمريكي،وسيمتد العمل العسكري انطلاقا من قاعدة طانطان العسكرية الأمريكية إلى كامل القارة الإفريقية باستثناء مصر، التي لاتزال تابعة لقيادة «سينتكوم» العسكرية الأمريكية، ومدغشقر، التي تخضع لقيادة «باكوم» العسكرية بالمحيط الهادئ، يقول تقرير أفريكا أنفوماركت،وأشرف على هندسة بناء القاعدة حوالي 50 مهندسا جويا يطلق عليهم اسم «نحل البحر» ينتمون إلى الفرقة الجوية المتنقلة رقم 1،وكثير من التفاصيل المعقدة والمتشابكة ترتبط بهذه القاعدة ضمن مخطط ماكروشمولي للجيش الأمريكي.
مسار المناورات العسكرية في كليميم والطنطان
بدأت هذه المناورات بين البلدين منذ 2007 ،وكانت القوات الأمريكية تتراوح بين 600 إلى 1000 جندي،لكن سنة 2012 وصل تعدادها إلى حوالي 1200 جندي منهم 250 جندي إحتياط،وقدم المشاركون أنذاك  من قاعدة فورت وورث التابعة للفوج الرابع عشر  للمارينز  والذي سبق له المشاركة في أفغانستان والعراق،وهي من نخبة قوات الجيش الأمريكي الأكثر إحتكاكا بالحروب بشكل مباشر،طبعا يؤتت المناورات بضع مئات من الجنود المغاربة،قيل أنهم يكتسبون خبرات عسكرية نتيجة احتكاكهم بالأمريكان،لكن ما الجديد الذي سيكون هذه السنة ؟.
جديد هذه السنة
للجواب على هذا السؤال وجب أولا أن نفهم السياق الدولي والإقليمي الذي جاءت فيه مناورات هذه السنة  فقد سقطت ثلاثة أنظمة في شمال إفريقيا في مصر وليبيا وتونس ,وما تلاها من انفلات امني في الدول الثلاث, قتل على إثره ممثل دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى في ليبيا, كان له تأثير كبير على السياسة الخارجية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية ,هذه السنة مختلفة كذلك لأنها تميزت بالحرب الدائرة في مالي وتغول الجماعات الإسلامية في منطقة الساحل والصحراء بل وصلت إلى عمق التراب الجزائري ونفذت عملية عين ياميناس , تأتي مناورات هذه السنة في إطار معطيات جديدة كذلك من حيت تزامنها بقليل مع مناورات واسعة النطاق تنطلق في موريطانيا فقد أكد المتحدث بإسم القوات المسلحة الموريتانية الكولونيل محمد ولد بيدا ،
أن مناورات عسكرية وأمنية واسعة النطاق شرق البلاد سيتم إجرائها على الصحراء الموريتانية من طرف قوات دولية بمشاركة الجيش الموريطاني وتشمل عمليات جوية وبرية وقد يتجاوز عدد الجنود المشاركين في المناورات ألف جندي, وعدد الدول المشاركة تمثل دولا عربية وإفريقية بالإضافة إلى أوروبيين وأمريكيين،هذا ويرجح عدم مشاركة المغرب نظرا لتوتر العلاقات بين البلدين،ويعتقد أن للمناورات علاقة مباشرة بالحرب في دولة مالي وبالحرب على الإرهاب،رغم أن المسؤول الموريطاني حاول بسذاجة  إنكار هذه العلاقة ،هذه المناورات حركت معها وبالتوازي الجهات العليا للأمن القومي الجزائري من أجل تعزيز حماية حدودها مع تونس التي تصل إلى حوالي 489 كلم ،وقد أكدت فعلا  وكالة الأنباء الجزائرية الخبر ،عبر نقلها لتصريح للسيد أحمد سعدون رئيس المصلحة الجهوية للأمن والنظام العمومي في شرطة الدرك الجزائرية الذي قال أنه تم تدعيم حرس الحدود في تلك المنطقة بسبعة سرايا من الدرك،مما يبين أن الحرب على الإرهاب هي الموضة المسيطرة حاليا في المنطقة, أي  أن الكل انخرط في الإستراتيجية العسكرية الأمريكية  كل بطريقته ’هذه السنة مختلفة كذلك لان البوليساريو بدورها قررت الدخول في مناورات طويلة الأمد فقد  ذكرت مصادر صحفية جزائرية مطلعة أن قوات خاصة من البوليساريو ستشارك
إلى جانب القوات المسلحة الجزائرية والدرك الجزائري وقوات الحرس البلدي في المناورات الواسعة والطويلة الأمد التي خططت لها الجزائر منذ مدة،والتي تستغرق تقريبا  سنة كاملة من التداريب في المناطق الصحراوية الرملية والصخرية ،ويتم استعمال تقنيات للرصد والتتبع وغيرها قادمة من روسيا و بعض الدول الغربية،هذه المناورات يراد لها أن تنتهي في الأشهر الأخيرة من 2013،مناورات جاءت بعد قيامها مؤخرا بمناورات تحاكي تجربة حزب الله بالتدرب على حرب الأنفاق حسب خطة معروفة بخطة النمل .
يبدو أن غلق الحدود من ناحية تونس وليبيا جعل البوليساريو تحت الضغط بإعتبار مجالها الجغرافي هو أحد المنافذ القليلة المتبقية أمام الجماعات الإسلامية المسلحة الهاربة من الحرب في مالي،هو ما  فرض على البوليساريو  العمل على تأهيل  قواتها ’المستجد هذه السنة كذلك هو أن هذه المناورات بين المغرب وأمريكا تأتي في إطار الحرب الجديدة والخفية  بين الروس والأمريكان في المنطقة خصوصا حول ملف سوريا وإيران  فقد أجرت روسيا اكبر مناورات خارجية بحرية منذ عقود في مياه البحر المتوسط, بل وقررت أن تترك أسطولها الحربي الرهيب مرابطا في مياه البحر الأبيض المتوسط وأمريكا عززت بدورها تواجدها في المنطقة ودخول المغرب هذه المناورات جعلته يموقع نفسه في الخندق الأمريكي ’لا يمكن أن نغفل كذلك أن المناورات العسكرية في طانطان ستدخلها الولايات المتحدة الأمريكية فقط بأيام قبل انتهائها من مناورات واسعة مع اليونان وإسرائيل في البحر الأبيض المتوسط الذي يعتبر المغرب احد أهم الدول المطلة عليه ,فقد دخلت  في بداية هذا الشهر   القوات البحرية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية واليونان مناورات عسكرية كثيفة في البحر الأبيض المتوسط تستمر أسبوعين
  قبالة جزيرة كريت اليونانية وأعلنت البحرية الإسرائيلية واليونانية أن هذه المناورات التي سميت "نوبل دينا"والتي ستنتهي في 21 مارس تهدف إلى رفع مستوى التعاون العملياتي بين القوى البحرية للبلدان الثلاثة,
كل هذه المعطيات التي استجدت فقط في هذه السنة لوحدها ستجعل  من مناورات ابريل القادم مختلفة تماما وقد بدأنا نشتم رائحة ذلك من بعيد عبر التقاطنا لعدة إشارات منها أن  القوات الأمريكية حشدت  عتادها وقواتها في قاعدة «فورت سيل» بأوكلاهوما، قادمين من قواعد مختلفة، حيث من المرتقب أن يصل عدد أفراد المارينز المتوجهين إلى المغرب هذه السنة  حوالي 1400 فرد أي بزيادة 200 فرد عن السنة الماضية أي أن  برنامج المناورات سيكون حافلا مما تطلب زيادة 200 عنصر من قوات الفوج الرابع عشر من الكتيبة الثانية لقوات المارينز الأمريكية’وذكرت عدة تقارير صحفية أن الجيشين سيعملان على  تجريب صواريخ (HIMARS) بعيدة المدى، ، إلى جانب قاذفة الصواريخ (M777 Howitzer
لكن بصفة  عامة وباعتبار أن منطقة المناورات تكون مغلقة لا يمكن معرفة ماذا يجري بالضبط كل ما يعرف و يبقى هو
مخلفات تلك المناورات
 التي بدأت تثير ضجة في أوساط السكان رغم أن الجيش الأمريكي بدل مجهودات كبيرة لتدجين السكان ,فقد دأبت هذه القوات الأجنبية  أن تأتي في كل سنة مصحوبة بضباط متخصصين في الثقافات ومد الجسور مع مختلف الثقافات، ولهذا فبعض الضباط يلتقون سكان المنطقة ويقدمون لهم خدمات طبية واجتماعية، وذلك من اجل جمع معطيات ونتائج قد تفيد في مناطق أخرى من العالم ’تركيز قوات المارينز على تقديم الخدمات الطبية والإنسانية لسكان المنطقة ومبالغة الإعلام الرسمي المغربي في تسويق هذه الخدمات, هدفه الأساسي هو كسب رضى سكان المنطقة واعتبار القوات الأمريكية قوات صديقة, لكي لا تظهر معارضة مدنية أو شعبية لهذا التواجد على غرار ما حدث في العراق وأفغانستان وباكستان واليمن ...فأين ما حل الأمريكي إلا ووجد رفضا شعبيا قد يتطور إلى عمليات مسلحة مع الوقت, وهذا ما عمل البلدان على تفاديه  عبر تقديم خدمات مختلفة للسكان وبشكل مجاني مرفوقا بتغطية إعلامية جد ملفتة ,
لكن مخلفات هذه المناورات وأضرارها على البيئة البرية والبحرية جعلت بعض الأصوات المعارضة تظهر هنا وهناك فبعد جنوح حوت ضخم طوله 19 متر في مصب وادي "اريورة" جنوب الشاطئ الأبيض، بإقليم كلميم، شهر مارس الحالي والذي يعتبر الحادث الثاني من نوعه في اقل من 6 اشهر حسب ناشطين محليين ’كما أكد صيادون محليون أن  أعداد الأسماك في المنطقة البحرية للمناورات تناقصت  بشكل غريب, مما حفز جمعية "الشاطئ الأبيض"، ان تطالب  الدولة المغربية باحترام المواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان وحماية البيئة, وهذا نص لمطالب الجمعية :
«  التدخل العاجل والفوري  قصد إيجاد حل للقنابل التي لم تنفجر بعد وازالتها حفاظا على امن وسلامةالمواطنين وضمانا لهم في حقهم في حياة كريمة وبيئة وصحة سليمتين كما يكفلها لهم الدستور المغربي ومواثيق حقوق الانسان الدولية .
ـ تجديد مطالبتنا بايفاد لجنة تقصي حقائق برلمانية للوقوف على تبعات وتاثير هده المناورات على المجال البيئي والصحي والامني والتربوي والاجتماعي بهده المنطقة.
ـ ضرورة تعويض المتضررين من الساكنة عن الاضرار التي الحقتها هده المناورات بصحتهم وماشيتهم.
ـ مطالبتنا الولايات المتحدة الامريكية والحكومة المغربية تعويض قبيلة الشرفاء اولاد بوعيطة عن الترامي الغير القانوني على اراضيها والحاق الاضرار البيئية الثابتة بدون شك بهده الاخيرة وتدميرها بمواد كيماوية خطيرة.
ـ ضرورة تشكيل لجنة طبية متخصصة في هدا المجال للوقوف على الاضرار الصحية والبيئية التي لحقت بالمنطقة جراء استعمال الدخيرة الحية ومواد كيماوية خلال المناورات العسكرية  وحصرها واتخاد الاجراءات اللازمة لحماية المواطنين من اي تبعات صحية محتملة لتلك المواد الكيماوية.
ـ ضرورة منع اي اجراء مستقبلي لاي مناورات عسكرية وتحت اي مسمى بمنطقة لعظيم نظرا لما لها من تأثيرات واضرار على جميع الاصعدة والمجالات . »
  لكنها تحركات محتشمة وليس لها زخم شعبي ولن تؤثر على توقيت ولا على برنامج المناورات ,وقد أكدت مصادر محلية  لأقلام الغد أن هذه التحركات الميدانية المناهضة للمناورات لازالت جنينية وليست لها قاعدة خلفية قوية, نظرا للفقر المدقع الذي يميز  المنطقة ,مما جعل الساكنة تغرق في الهم المعيشي المتعلق بالقوت اليومي وتبتعد عن ما يتعلق بهذه المناورات والأضرار المصاحبة لها .
اللعنة التي تطارد الطائرات العسكرية في منطقة المناورات كليميم والطنطان بين الخرافة وعلم الباراسيكولوجية العسكرية
كانت المنطقة تنعم بالسكينة والأمان إلى أن جاء الأمريكي, والذي أين ما حل وارتحل في مناطق العالم كافة إلا وحمل معه الموت والدماء ,وبالفعل لوحظت ظاهرة ملفتة وغريبة في المنطقة خصوصا مكان المناورات أي كليميم والطنطان وهي ظاهرة تحطم الطائرات في تلك المنطقة فقد سقطت مروحية عسكرية مغربية مساء 14 نونبر 2012
بشاطئ "أوريورة" التابع لجماعة "رأس أومليل" بإقليم كلميم, قيل أنها كانت في مهمة تدريبية،وقد تحدثت مصادر أن هناك ضحايا  عسكريين،كما استقبل المستشفى العسكري الخامس بكلميم بعضا من المنتشلين،هذا ويجهل تماما سبب سقوطها ,خصوصا أن المنطقة أصبحت مقبرة للطائرات والمروحيات العسكرية حيث سبق وأن قتل جنديين أمريكيين في حادث مروحية بطانطان يوم 11 أبريل من نفس السنة، كما شهد المغرب حادث طائرة مأساوي في   ثلاثاء أسود، يعد الأكثر ضررا منذ عقود، حيث لقي أكثر من 78 شخصاً حتفهم بتحطم طائرة عسكرية مغربية من طراز سي 130 هركيوليز بمنطقة أباينو (10 كلم) عن مدينة كلميم جنوب البلاد،هذا ويطرح هذا الحادث الثالث من نوعه في أقل من 10 أشهر عدة أسئلة من أهمها لماذا فقط حين جاء الأمريكي للمنطقة بدأنا نشهد حوادث جوية ؟ولماذا فقط الطائرات العسكرية لوحدها  التي تتعرض لهذه الحوادث ؟ولماذا فقط فوق منطقة المناورات ؟ فهل يا ترى تلك الأرض ترفض وجود الأجنبي المسلح فوق أراضيها ؟ أم هي لعنة تلاحقنا في الصحراء ؟ أم أنها حوادث عابرة لا تستحق التتبع ؟.
 ذكر في ما قبل أن تحقيقات فتحت للوقوف على سبب السقوط وفي غياب آية معطيات عن هذه التحقيقات ,ولا عن النتائج التي وصلت إليها ,تناسلت العديد من الإجابات في الأوساط المهتمة و فكانت الأكثر إثارة للجدل مسالة ربطها بعلم الباراسيكولوجي الذي هو علم يبحث في الظواهر الخارقة للطبيعة والعصية على الفهم والغير مألوفة واللامعقولة أحياناً, هذا النوع من العلوم درسه علماء الإتحاد السوفيتي وأحاطوه بالكتمان ’ثم اهتم به  الأمريكان بعدهم مباشرة ’اهتمت به المخابرات السوفياتية وفق تقارير للمخابرات الأمريكية وتصريحات منشقين من الكتلة السوفيتية(سابقاً) توجد معامل سرية تضم العديد من العلماء في تخصصات شتى لدراسة الباراسيكولوجي محاولة للوصول إلى أسس فيزيائية للطاقة ما فوق الطبيعية , وطبعاً الموضوع محاط بسور عال من الكتمان والسرية،لكن الميزانيات المخصصة لهذه الدراسات كبيرة والمراكز المتخصصة أكثر من عشرين مركزاً عال المستوى’كما أن هناك من ربطه وفي نفس إطار علم الباراسيكولوجي والظواهر الخارقة بما أصبح يصطلح عليه في بعض الأوساط العسكرية, بلعنة دماء شهداء الصحراء, بحيث يعتقد أن لعنتهم تطارد المغرب في الصحراء على اعتبار ما ارتكبته الدولة المغربية في حق أسرهم , وبالفعل حين أحكمت الأجهزة القوية في الدولة المغربية الحصار وشددت الخناق  على يتامى وأرامل الجيش  في السنين الأخيرة, أصبح المغرب يحصد الهزائم من حيث لا يدري أفقيا وعموديا وبشكل غريب بحيث  بدل المغرب ولازال يبدل  مجهودات جبارة ومضاعفة في الصحراء على جميع الأصعدة وبأقصى طاقته , لكن يحصد في الغالب مزيدا من الفشل في الصحراء والتراجعات على كافة الأصعدة  ومزيدا من التعقيدات أنتجها وسينتجها  ظهور بوليساريو الداخل ونشاطهم المكثف والمحرج ,وسقوط الطائرات العسكرية وحوادث كثيرة اخرى تدخل في هذا الإطار  الذي تتداخل فيه الخرافة بعلوم لا زالت لدى ثلاثة دول فقط هي اسرائيل والروس والامريكان ونسميها نحن في ثقافتنا الشعبية بالنحس,هي أمور اقرب كثيرا من الخرافة  إليها من العلم, لكن التاريخ العسكري للبشرية كثيرا ما اعترف باللعنة والنحس وسوء الحظ الذي يلاحق الجيوش,  فهل يا ترى هذه المناورات نذير شؤم للمغرب وما التقييم العام لجدوى هذه المناورات ؟
تقييم للمناورات من الناحية العسكرية
لقد أكد بعض المغاربة  انه كان من الممكن لنا أن نفتخر بهذه المناورات لو أن المغرب هو من قطع آلاف الأميال حاملا عدته العسكرية على متن وحدات النقل العسكري, البحرية والجوية ,وقطع آلاف الأميال وأجرى مناورات  على أراضي دولة بعيدة ’بل كنا سنفتخر بهذه المناورات لو كانت مغربية مائة بالمائة وشاركت فيها وحدات من كافة تشكيلات الجيش, كنا حتما سنفتخر ونحس بالاعتزاز لو  كان المغرب قد جرب فيها أسلحة محلية الصنع كما تفعل دول إسلامية كثيرة على غرار ما  تقوم به  إيران والباكستان ’لكن في الواقع العكس هو  الذي حصل فأمريكا حملت جنودها وعتادها الحربي كاملا عبر ألاف الأميال نحو المغرب, لتجري مناورات مشتركة فوق أراضيه وهي في الحقيقة مجرد تدريبات مشتركة على عتاد عسكري أمريكي والمستفيد الأول والأخير هو الجيش الأمريكي  ’لأنه أصلا  أجرى ويجري عشرات التداريب المشتركة مع عدة دول من تركيا واليونان وإسرائيل والمشيخات الخليجية وكلها تصب في إطار البرنامج السنوي للجيش الأمريكي من اجل تجريب قدرات جنوده على التكيف مع شتى الظروف وإخضاع أسلحته للتجربة ’هذا البرنامج  يجب على كل الدول أن تتماشى معه بحجة أنها دولة صديقة لأمريكا , لكنها تبقى خطوة جيدة من اجل كسب تجربة مغربية صرفة وتجميع التجارب من اجل الوصول في ما بعد  إلى إجراء مناورات واسعة للجيش المغربي بالاعتماد على قدراته الذاتية وبأسلحة صنعتها أيادي محلية ,لنقطع مع الاعتماد بشكل كلي على الأجنبي في تسليح قواتنا والحمد  لله رب العالمين  .
بنان محمد الأمن القومي المغربي