http://www.almoharib.com/2013/01/13.html
ماذا بعد يوم الأحد 13 يناير؟
تسود حالة من الترقب لدى العديد من الأطراف حول الحجم والدرجة التي من المحتمل أن تصل إليها الإحتجاجات يوم 13 يناير
،وهل ستكون هناك إستجابة واسعة من طرف المظلومين لنداء أصحاب البيان أم أن صداه لن يتجاوز نطاق مواقع التواصل الإجتماعي؟ إن الشئ الأكيد هو أن الأحد القادم لن يكون إستثنائيا ماعدا في بعض المدن مثل الناضور وسيدي إفني وطانطان لظروف ذاتية متجدرة في هذه المدن،أما باقي المدن مثل الرباط والدار البيضاء فالسيناريو واضح كالعادة أي خروج بعض المحتجيين للإلتقاط صور لهم ووضعها في الفايسبوك للزينة،والتفرق لإحتساء القهوة في مقاهي الشارع العام،نداء 13 ماي في نظري هو لجس النبض ليس إلا من طرف جهات تعلم جيدا أن إسقاط النظام المغربي بمظاهرات هنا وهناك هو ضرب من التخريف ووهم كبير،لأن الدولة المغربية إكتسبت مناعة ضد الإحتجاجات وبمقدورها تسيير مليونيات بيسر وسلاسة، فمواكبة المظاهرة أصبحت علما أمنيا قائما بذاته وأجهزة الأمن المغربية ناضجة على هذا المستوى،مما يجعل هذا النداء هو فقط فرقعة للإلهاء والتنفيس حتى تخرج فترة الإكتئاب الشتوي بسلام،لكن المشكلة ليست في التفاعل مع البيان أو لا، بل المشكل الكبير هو في هذا التراكم الذي تخلفه هذه الحركات الفاشلة لدى المظلومين أي فقدان الثقة في جدوى المظاهرة والإعتصام والبدأ في التفكير في ما هو أكثر راديكالية ،لأن  غياب المظاهرات من الشارع العام يشكل خطرا جسيما على الأمن القومي للدول بإعتبارها مجال للتنفيس عن الغضب وحتى و إن إنعدم المناضلين فالدول ستظطر لتكوين مناضلين قادرين على جمع الناس وإخراجهم للشارع للصراخ ،لأن فشل أو إندثار هذه الأشكال قد يجعل الغضب يفرغ بأساليب أكثر عنفا وفي نظري قد تضطر الدولة المغربية في السنوات القادمة لحصد نتائج هذا التراكم الضخم من الغضب الصامت لدى المظلومين في قمم الجبال وأعماق الصحاري وسيصبح الخروج إلى الشارع للإحتجاج أمرا تافها ومتجاوزا،والكل يتمنى أن تتبنى الدولة سياسة سوسيوإقتصادية أكثر عدالة وأكثر إنسانية لتوفر على المغرب الكثير من الألام،فالخطر لايأتي من المظلومين ولكن الخطر يأتي من السياسات الفاشلة التي  أدت إلى إذلال شرائح واسعة من الشعب وإنتاج مزيد من المظلومين.www.almoharib.com