http://www.almoharib.com/2012/12/blog-post.html
ماذا يريد وزير الدفاع من أرامل الشهداء؟
لوحظ في الفترات الأخيرة ظهور مكثف للوزير المنتدب في الدفاع السيد عبد اللطيف لوديي في وسائل الإعلام،
عبر الإعلان عن مجموعة من (البشائر) ،منها قرب تعيين امرأة برتبة جنرال في الجيش وكأنه إنجاز عسكري مهم ،أو عبر الكشف عن الصناديق الخصوصية المتعلقة بمدخرات الجيش....،فهل ياترى أصبحنا نبحث لأنفسنا عن منجزات عسكرية ،بل يا ترى هل أصبحت هذه منجزات في ظل غياب أخبار عسكرية عملية سارة ترفع معنوياتنا،من قبيل الإعلان مثلا عن إنشاء تصنيع وطني حربي،أو نجاح تجربة إطلاق ...،أو الإعلان أن الدولة المغربية ستتدخل لإصلاح الإدارات الاجتماعية للجيش لما لها من تأثير على معنويات الجيش،وإرجاع حقوق عوائل الشهداء إلى أصحابها،وسعادته الذي سبق أن أعلن الحرب على هذه الشريحة بادعائه أن هذا الملف قد تم طيه نهائيا وأغلق باب الأمل،وهو الملف الذي دفع ثلاثة من يتامى الشهداء إلى الانتحار، ولربما هناك المزيد قادمون،ودفع الباقي مباشرة بعد تصريحه القاسي والغير المسبوق في التاريخ العسكري للمملكة،  لعرض أعضائهم البشرية للبيع، كجواب ونتيجة مباشرة لذلك التصريح مما جعل الخطوة  مادة دسمة للإعلام الوطني في اغلب المنابر ،وللمهتمين بالشان العسكري، وشكلت صدمة للراي العام يتذكرونها كلما ذكر الشهداء في المناسبات الوطنية، في وسائل الاعلام الرسمية ،فهنيئا للجمعيات النسوية ببشرى قرب ترقية امرأة برتبة جنرال وهنيئا لنا كشعب عريق بتمكننا من جعل آلاف أرامل الجيش يعجزن بعد أزيد من ثلاثين سنة من الحصول على حقوقهن، لأن البعض أصبح يواجه الأرامل بدل مواجهة البوليساريو ،ودفعهن بالتالي للعمل خادمات في البيوت وفي الضيعات بثمن بخس،وجعل أبنائهن يبيعون أعضائهم البشرية،حقوق تتشبت الدولة المغربية بشراسة منقطعة النظير،وبإجماع غير مسبوق  بعدم تقديمها وتقدم فيها كل الجهات بطولات وتضحيات جسام، للتنكيل بالارامل، وكأن عوائل الشهداء عدو خارجي يتحقق ضده إجماع وطني ،وهي حقوق لا تساوي مجتمعة حتى ثمن مروحية قد تسقط في أية لحظة  نتيجة عطب تقني أونتيجة للعنة الشهداء التي تلاحقنا في الصحراء وستظل تلاحقنا، بل لا تساوي حتى أجرة مدرب كرة فاشل يزيدنا هزيمة على هزائمنا،فهنيئا لنا على هذه المنجزات العظيمة.
إن ما يجب أن يعرفه سعادة الوزير المحترم ،هو انه  لولا أولائك الشهداء لما وجد أصلا ذلك المنصب  الذي يحاربهم من خلاله، فالشهداء أكبر من وزير الدفاع ،وهم هاهنا باقون مهما تلاحق الوزراء، فقد سبق للبصري وأزلامه وبعض من العسكريين،  أن حاربو الشهداء وبقي الشهداء وذهب البصري ومن معه  مذلولين ،وتنطبق عليهم الأن بعد موتهم الاية الكريمة؛ إن الذين ياكلون أموال اليتامى ظلما إنما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا، والعهدة على الباقي، ولا يمكن لأي شخص مهما كانت رتبته أن يغلق الملف، مادامت هناك قوات مسلحة  ،ولا يمكن لأي شخص مهما تجبر في الأرض أن  يقتل عشق الرجال للشهادة في سبيل الوطن ، وإذا كان أحد يظن أنه قادر على هزيمة دماء الشهداء فهو واهم، لأن  الشهداء منصورين بنصر الله ولعنتهم ستلاحق المستكبرين  كما لاحقت من قبلهم ،ليتركوا مناصبهم في ذل وهم صاغرون ويطاردهم القدر بحوادث السير والأمراض المزمنة.
 إن كل أولائك الذين نكلوا وحاربو أرامل شهداء قواتنا المسلحة الملكية ليستحقون نصبا تذكاريا  في تندوف، عرفانا لهم بالخدمات الجليلة التي قدموها من حيث لا يدرون للقوات المعادية، لأن الشهداء ليسو مجرد جثث بشرية تم الزج بها في الحرب كما يعتقد البعض،  بل هم رجال نفذوا أوامر القيادة ونداء الوطن بإخلاص ، ولنطرح السؤال لو كان الشهداء سمعوا آنذاك مثل هذا التصريح ماذا كان سيحدث ولنقيس الأمر على القوات الحالية للمغرب لنعرف حجم النتائج المترتبة على مثل تلك المسلكيات .
وحاصل القول أن القوات المسلحة الملكية المرابطة الآن ، تحتاج لسماع تصريحات ايجابية ترفع معنوياتها ليذهبوا إلى الحرب وهم مطمئنون على  أن أبنائهم في ايدي امينة، أما مثل هذه التصريحات الغير المحسوبة العواقب فهي اكبر خدمة تقدم للقوات المعادية من حيث لا ندري، لأن ما يجب أن يعلمه المعنيين بالأمرهو انه قد نجد أنفسنا في أية لحظة أمام  فخر مواكب جديدة  من الشهداء سنضطر مجددا للتعامل معها ، فهل ستعاد نفس المهزلة ونترحم عليهم فقط في الأعياد الوطنية، على منابرهزيلة  لأجهزة  الإعلام الرسمية التافهة التي نفسها تحتاج لمن يترحم عليها،وأنه بقدر ما نحترم جنودنا أحياء كانوا أو أموات بقدر ما تحترمنا الأمم الصديقة والمعادية،ونضيف بعدا أخلاقيا لقضيتنا الوطنية  . فما هكذا تورد الإبل يا قيس
.