http://www.almoharib.com/2012/12/blog-post_24.html
الشر القادم من الصحراء
لقد تشابكت الأوراق في الصحراء وكثرت فيها التفاصيل التي تؤكد كلها قول الراحل الحسن الثاني
أن الخير سيأتي للمغرب من الصحراء والشر سيأتي بدوره من الصحراء،والواقع يؤكد هذا الطرح ويبدو أن بناء الجزائر لمنشأت عسكرية جديدة خلف تندوف ليس فقط من أجل حرب مالي ولكن هناك خطط أعمق تجاه المغرب،فقد ذكرت تقارير صحفية أنه وبالتوازي مع هذه الإنشاءات العسكرية تضرب الجزائرهذه الأيام طوقا أمنيا شديدا حول تندوف،يرافقه تحركات وصفت بالمشبوهة للذراع العسكري  البوليساريو ،لا يقتصر الأمر على هذه التحركات،بل ظهر تطور خطير في زيارة هولاند الأخيرة للجزائر،بحيث قيل أن فرنسا تنازلت عن شرط عدم وصول أسلحتها للبوليساريو في صفقاتها العسكرية الحالية، فهدفها لم يعد تحقيق توازن بين الإخوة الأشقاء ولكن الهدف الفرنسي الجديد هو الخروج من الضائقة المالية وتحييد الروس من سوق السلاح الجزائرية عبر طعم نقل التكنولوجيا العسكرية،ما يزيد الأمور تعقيدا ويشدد ربط الحبل حول المغرب هو الحضور اللافت للإيرانيين في الجنوب والمستوى المتقدم الذي وصلت إليه علاقات التعاون بين الجمهورية الإسلامية وموريطانيا التي أبرمت بدورها بروتوكول أمني مع البوليساريو نجهل تفاصيله،إيران بقوتها وخبراتها العريقة في دعم الحركات وتسليحها وبهذه التحركات وكأنها تريد أن تقول للمغرب أن تحالفك مع المشيخات الخليجية ضد إيران لن يمر بدون ثمن،والمغرب طبعا في خضم هذه المعطيات يفترض فيه تغيير إستراتيجيته الأمنية والعسكرية في الصحراء ،وأهم إجراء يجب إتخاذه هو تحييد دور العائلات الإنتهازية من ملف الصحراء وجعله ملفا وطنيا ليتحول الصراع بين الجزائر وكل المغرب وليس بين الجزائر وبضع عائلات فاسية ورباطية وبعض الإنتهازيين الصحراويين الذين لن يقدموا أي شيئ ,وبعبارة أوضح يجب أن يشتغل المغرب بكل طاقته،لأن التهديدات جدية والصراع هو إستراتيجي وليس قبلي أو عائلي والحرب على مالي ستخلط كل الأوراق نظرا لكثرة اللاعبيين الدوليين.http://www.almoharib.com/