http://www.almoharib.com/2012/12/blog-post_20.html
العدل والإحسان جنازة
ظهر من خلال جنازة الشيخ المرشد عبد السلام ياسين رحمه الله،أن العدل والإحسان
أكثر نضجا وتنظيما من أعتى الأحزاب والجماعات في المنطقة،وحالة سياسية فريدة،بحيث أنها تجاوزت منذ مدة وبسلاسة مرحلة المؤسس ودخلت مرحلة المؤسسة عبر مجلس الإرشاد وعبر الدائرة السياسية وبنية من الدوائر التسلسلية الإنحدارية والمنضبطة ،كما ظهر الكم الهائل من المنتسبين رغم أن كل من حظر الجنازة المهيبة ليس بالضرورة من العدل والإحسان كما أنه ليس من الضرورة أن كل العدل والإحسان حضرت الجنازة،هذا والكل يعرف الثقل الكيفي كذلك  للطاقات المنتسبة وتغلغلهم في كل زوايا الثقل وقطاعات الدولة  ،وحتى أخلاقيا يتمتع المنتسبون في دوائر التماس الإجتماعي بسمعة إجتماعية جيدة على العكس تماما من النظرة التي ينظر بها المجتمع للمنتسبيين للأحزاب،هذه المعطيات السطحية تجعل من جماعة العدل والإحسان مركزا محوريا في الأمن القومي المغربي وظهرت أهميتها وطنيا حين إنسحبت من حركة 20 فبراير لما لمست فيها ميلا نحو سياسة الأسقف وحجم الفراغ الذي تركته، وظهرت أهميتها حتى دوليا سواء  من خلال تقارير أمريكية و أوروبية أو من خلال إكتساحها للشأن الديني في كثير من الدول،مما يضع الدولة المغربية الأن أمام خيارات عديدة وكلها صعبة،فإما المواجهة مع الجماعة وهذا إتجاه غير عقلاني وقد يجر البلد إلى الجحيم وإما محاولة تقسيم الجماعة إلى أجنحة وتيارات، ولما لا دفع بعض من قياداتها نحو العمل السياسي عبر تقديم تنازلات من حيث المواقف من الملكية وإمارة المؤمنين مقابل مناصب وهذ الطرح بدأ فعلا مناقشته في دوائر فرنسية ومغربية،لأن لا أحد في المرحلة الحالية قادر على إضعاف الجماعة إلا عبر خلق حالة من عدم الثقة بين المنتسبين والقيادات وهذا لن يتحقق إلا عبر جر هذه القيادات أو بعضها نحو خلق أجنحة وتيارات داخل الجماعة تكون مقدمة لقبول البعض العمل في الحقل السياسي الرسمي ويتم بذلك إبطال مفعول كل التراكم الذي إشتغلت عليه الجماعة لعقود،وفي الغالب ستبدل مجهودات جبارة في القادم من الأيام لتحقيق هذا الهدف .http://www.almoharib.com/