http://www.almoharib.com/2012/10/blog-post_2.html
الولايات المتحدة والدول المغاربية تناقش خيارات حلّ الأزمة في مالي
مغاربية
يمكن حلّ الأزمة التي تجتاح شمال مالي عبر القنوات السياسية والدبلوماسية حسب ما صرح به الجنرال كارتر ف هام قائد القيادة الأمريكية-الإفريقية (أفريكوم).
وأدلى المسؤول الأمريكي بهذه التصريحات الأحد 30 سبتمبر في الجزائر العاصمة في اختتام جولة إقليمية شملت محطات سابقة في نواكشوط والرباط.
وقال الجنرال "علينا في البداية إعادة تأسيس حكومة مشروعة في باماكو والاستجابة للحاجيات الملحة للناس والتعامل مع الأزمة الإنسانية الخطيرة التي تجتاح المنطقة وأخيرا معالجة الجماعات الإرهابية"، مؤكدا "أن البديل الوحيد الذي لا يمكن أن يكون هو الوجود العسكري الأمريكي في شمال مالي".
ويخضع شمال مالي حاليا لسيطرة عدة جماعات إسلامية متطرفة من أنصار الدين إلى حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا والمنشقة عن القاعدة.
وتابع الجنرال هام قائلا "من بين الدوافع الأخرى لزيارتي إلى الجزائر هو فهم أفضل للوضع ومعرفة الجماعات الإرهابية النشطة في المنطقة".
يُذكر أن هذه رابع زيارة لقائد أفريكوم إلى الجزائر. وكما هو معهود، تلقى الجنرال دعوة لمقابلة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وحسب بيان رسمي، حضر الاجتماع عبد المالك قنايزية الوزير المنتدب لدى وزارة الدفاع، وعبد القادر مساهل، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، وأحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني.
وجاء في البلاغ الرسمي أن "الزيارة إلى الجزائر العاصمة من قبل قائد أفريكوم تدخل في سياق المشاورات المنتظمة بين البلدين وتأتي قبيل المحادثات الإستراتيجية بين الجزائر والولايات المتحدة المزمعة في واشنطن في 19 أكتوبر".
وتلت زيارة الجزائر العاصمة محادثات الجنرال هام مع المسؤولين المغاربة في الرباط ضمن مبادرة الحوار الأطلسي المنعقدة ما بين 28 و 30 سبتمبر.
وفي تصريح صحفي الجمعة 28 سبتمبر بالسفارة الأمريكية بالرباط حول "تأثير وآفاق أزمة الساحل على الأمن الإقليمي والدولي"، سلّط المسؤول العسكري الأمريكي رفيع المستوى الضوء على المخاطر التي تهدد المنطقة. وقال إن هذه المخاطر لها بعد عابر للحدود. ودق ناقوس الخطر حول توسع الأنشطة الإرهابية بقيادة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيمات متطرفة أخرى.
بيد أنه رغم المخاطر في شمال مالي، استبعد المسؤول الأمريكي أي تدخل أمريكي محتمل موضحا أن هذا سيزيد الوضع تعقيدا.
وقال "ما يهم أكثر هو دعم الحكومة المالية لمساعدتها على إعادة هيكلة قواتها العسكرية. وسيتحقق هذا الهدف من خلال تكوين جيشها وتوفير التجهيزات الضرورية".
وقال الجنرال هام إنه يتعين على الحكومة المالية اللجوء إلى المجتمع الدولي من خلال مجلس أمن الأمم المتحدة قصد إيجاد الحل الصائب.
وبخصوص المغرب، صرح وزير الخارجية سعد الدين العثماني أنه ينبغي إعطاء الأولوية لمساعدة مالي في استعادة وحدتها الترابية ومحاربة الأنشطة الإرهابية والإجرامية التي تُقترف ضد سكان البلاد.
كما أشار إلى ضرورة مساعدة الدول في المنطقة على تعزيز مؤسساتها الأمنية وضمان مراقبة أفضل لحدودها لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والتهريب بكافة أنواعه.
من جهته، رحب الجنرال هام بمساهمة المغرب فى صياغة مقاربة إقليمية للتعاطي مع المشاكل في المنطقة. كما أعلن استعداده للعمل مع المغرب في هذا السياق.

زيارة المسؤول الأمريكي السامي تخللتها محادثات مع مسؤولين عسكريين مغاربة حول التخطيط لمناورات جديدة لقوات أفريكوم. كما وقع التباحث خلال هذه الاجتماعات فى إمكانية تنظيم مناورات مشتركة وتعزيز التعاون مع المغرب.
محطة المغرب جاءت بعد توقف في نواكشوط التي التقى فيها القائد الأمريكي بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ووزير دفاعه بالقصر الرئاسي. كما حضر الاجتماع قائد الجيش الموريتاني الجنرال محمد ولد غزواني والسفير الأمريكي إلى نواكشوط جو إلين باول.
ولم يُعلن رسميا عن نتائج الاجتماع الذي تواصل على مدى ساعات بين الرئيس الموريتاني والمسؤولين الأمنيين.
غير أن محمد سالم الشيخ، وهو خبير في قضايا الساحل والتطورات الأمنية في المنطقة قال لمغاربية "المصالح الأمريكية التي تتداخل مع موريتانيا في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب هي أيضا أولويات تجعل من التنسيق والتشاور بين القادة العسكريين والأمنيين في البلدين مسألة متواصلة". http://www.almoharib.com/