www.marodefense.com
لماذا نرفض 20 فبراير
إننا نقول إن حركة 20 فبراير  في انطلاقتها هي حركة نبيلة في مطالبها، لكن  في مسارها دخلت لانحرافات وتشويهات جعلتنا نرفضها ، بل ونشكك في  مصداقيتها ونواياها الحقيقية،  وقد نذهب أكثر من ذلك إذا استمر هذا الاستفزاز، لان عدد قليل  بالمقارنة مع الرافضين للحركة  أصبحوا يتكلمون باسم الشعب،  بدون وجه حق، ويدعون الديمقراطية ويطالبون بها وهم لا يطبقونها حتى فيما بينهم، ولاحظنا هذا في الصراعات بين أعضائها  ومن بين الاعتبارات التي جعلتنا نرفض هذه الحركة
أولا:  هي حركة قزمية الرؤية ، لا تفكير استراتيجي لها،  بحيث تقارن بين مصر وتونس والمغرب،  في حين أننا نؤكد أن المغرب حالة خاصة، لأننا نعيش تحت اكراهات الوحدة الترابية والوطنية ، وأي تشويش أو محاولة تشويش على الاستقرار في المغرب، يعتبر محاولة لإضعاف موقف المغرب في هذا التوقيت الحساس ، رغم أن هؤلاء الداعين لمثل هذه التصرفات غير قادريين  على لا ضمان الوحدة الترابية ولا على ضبط الانحرافات التي يمكن أن تحدث في الشمال  أو الجنوب طبعا هناك فرق بن زخم  الحركة في 20

   فبراير وبين هزا لتها  في  20 مارس وقد رصدنا فعلا من خلال المتابعة العديد من الانحرافات في الشمال والجنوب تثير الكثير من الشكوك.

ثانيا: و مما جعل الكثير من الشباب يعزلون الحركة جماهيريا هو أنها غير قادرة  على ضبط نفسها  أو تنظيم صفوفها  بحيث أصبحت عبارة عن فوضى وصراع على المصالح والمواقع  لتحقيق مطامح معينة من خلال لي يد النظام كما فعل الكثيرين في السابق أي الركوب على الجماهيرللتفاوض مع السلطة ومن بين علامات هذه الفوضى  هو تجاوز البعض للخطوط الحمراء التي يسمح بها الشعب المغربي  ويمكن أن نثير هنا طبيعة الشعارات التي رفعت في طانطان والحسيمة بل ويتم اشتمام حتى رائحة حركة الأنصار التي كان قد أسسها الجنرال الاسباني رفييرا  وهذا خطير ويجب الحسم فيه بلا تهاون أو تردد لان العديد من الشباب  يشارك ببراءة وحسن نية من اجل مطالب مشروعة لكن يندس بينهم  من له مخططات صامتة ضد حتى المشاركين في ذات المظاهرة .
ثالثا:   نرفض هذه الحركة كذلك لأنها خلقت بشكل غير مسبوق نوعا من التفرقة بين الشعب المغربي لان الصراع لم يعد بين الأقليات الداعية للتظاهر وبين النظام لكن الصراع أصبح بين أبناء الشعب المدنيين ففي المرحلة الأولى اكتفى الرافضون للحركة رغم غالبيتهم بالملاحظة وتركوا المجال للآخرين من اجل التظاهر وتفريغ شحنات الغضب  لكن الآن أصبح الاستفزاز غير مقبول لأنه لا احد له الحق بالتكلم باسم الشعب  أو إعلان الوصاية عليه فحجم المظاهرات يظهر بالواضح الحجم الحقيقي للحركة فلا داعي للاستمناء السياسي أي بصريح العبارة إذا لم تتدخل الدولة للقيام بواجبها في حماية الوحدة الوطنية والترابية فان من المتوقع جدا أن الأمور قد تتطور نحو مواجهات مباشرة بين مواطني الشعب الواحد  لأنني متأكد  انه ولو حتى استجاب النظام لهذه المطالب رغم ضبابيتها وغوصها في التفاصيل فان هؤلاء سيدعون للتظاهر لان الهدف  كبير وبعيد المدى وقد تم رسمه منذ مدة في اسبانيا والجزائر وقد بدا تنفيذه منذ إشاعة خبر مرض الملك  قبل عدة أشهر في أفق إزالة الملكية وبالتالي التخلص من النظام التاريخي الذي يطالب بسبتة ومليلية وغيرها من المطالب الترابية  المعلنة والصامتة باعتباره وارثا ومستمرا في التاريخ وله كثافة تاريخية مقلقة للجيران .وقد كنت كتبت في هذا الإطار مقالا حو ل هذا الموضوع تحت عنوان الإشاعة العسكرية وهنا أقول بكل ثقة للعديد من الأطراف إن هدف خلق البلبلة  في العمق المغربي في الرباط والدار البيضاء وفاس من اجل تشتيت تركيز السلطة المركزية وترك المجال مفتوحا في الجنوب والشمال من اجل الوصول تصاعديا نحو الانفصال هي خطة فاشلة  قبل أن تبدأ لان اغلب المغاربة الآن يعتبرون أن لا كرامة ولا حرية إذا انقسم الوطن وكل من يذهب في هذا الاتجاه عن قصد أو غير قصد فهو عدو .
 نتمنى من هذا المنبر من الأفراد المتبقين داخل الحركة عدم الزج بالشعب في صراعات جانبية أو التكلم باسمه أو خلق توثرات هنا وهناك عبر اللعب على الاختلاف اللغوي والثقافي بين مناطق المغرب لأننا ببساطة أبناء شعب واحد وكلنا نريد الإصلاح وكلنا يتمنى مغربا يسع الجميع  وتوزيعا عادلا للثروة لكن في المقابل لا نريد اللعب بالمصالح العليا للوطن من اجل مصالح فردية ضيقة وقد اجتنبت الخوض في   تفاصيل الحياة الشخصية  رغم أنها تعطي فكرة عن طبيعة وحقيقة الكثيرين من المتبجحين بالحرية والأخلاق العامة  وحاصل القول هو أن مغربا قويا موحدا تحت قيادة ضامنة للوحدة الترابية والوطنية خير من العيش في ثلاث  كانتونات متصارعة وتحت قيادات تضرب كل القيم عرض الحائط بحجة الحرية وكما قال احدهم سابقا رعي الابل خير من رعي الخنازير  والحمد لله رب العالمين.الأمن القومي المغربي

بنان محمد

hibapress