www.marodefense.com
هل صحيح يحارب المغرب الحوثيين؟
تحدثت العديد من التقارير الإعلامية عن أن المغرب بعث بوحدات من المظليين أو ما يسمى بفرق الكوموندو، للمشاركة إلى جانب السعودية في حربها على الشيعة الحوثيين، إذا افترضنا أن هذه المعلومات صحيحة ونتمنى أن تكون خاطئة، فما هو الباعث على ذلك ؟فإذا كان إرسال المغرب لحوالي 1200 جندي مغربي للسعودية مطلع التسعينات أمر مفهوم، وله أكثر من مبرر عسكري وديني، فإن إرسال هذه القوات الآن لمحاربة الشيعة هو أمر غريب وغير مفهوم ،طبعا هناك تحالف بين الأنظمة الملكية في العالم العربي، ولا ننكر أن السعودية قدمت لنا ما قدمت في حرب الصحراء وفي أزمة ليلا وهي مشكورة على ذلك، لكن هذا لا يعطي المبرر لإرسال جنود لساحة قتال في حرب لا نعلم أين ستنتهي ومن هم أطرافها لأن المنطق لم يعد عاطفيا بل الأمر تحول إلى صراع إستراتيجي وجغرافيته ستتسع مع الوقت وحتى الدول الغربية تبتعد عن هذا الصراع لأن الحرب مع الشيعة لا تجلب سوى المشاكل، ما أريد قوله بصراحة هو أننا يجب أن نكون واقعيين على المستوى العسكري بحيث يجب المقارنة بين الأرباح والخسائر ،فماذا سنربح من حرب الحوثيين؟ فقط ضمان دعم مادي أو لوجيستي سعودي في الحرب القادمة ضد البوليزايو أو الجزائر أو هما معا ،لكن ماذا سنخسر؟ ،أولا نعطي فكرة نمطية عن حلف بين أنظمة ملكية وثانيا نكرس الانطباع أننا فعلا في مواجهة مع حلف الشيعة الذي لا مصلحة لنا في مواجهته والذين سندفعهم لمساعدة البوليزاريو كرد فعل على مواقف المغرب تجاه إيران وحزب الله والحوثيين ونعلم جميعا الخبرات القتالية التي راكمتها هذه الجهات ،فالمغرب يتوفر على مقومات لحرب مع البوليزاريو وليس مع الشيعة المشحونين عقائديا لأبعد مدى وقد كبد الحوثيين السعودية لحد كتابة هذه السطور 73 قتيل
. إذن كل نقط ضعف الجيش النظامي هي نقط قوة عند الحركات الشيعية المقاتلة ودخولها على الخط لمساندة البوليساريو ولو حتى تعبويا سيجعل المغرب في موقف حرج ولن تنفعنا لا الأموال السعودية ولا حتى الدعم الأمريكي ولو كان بإمكانه الفعل لساند إسرائيل ضد حزب الله أو لنفع نفسه في العراق وأفغانستان ،فليس لنا في المغرب فرق مدربة على حرب المدن وليس لنا خبرة في التعبئة الحربية ولا مضادات ارضية فعالة وزد عليه الزخم الذي أصبحت تتمتع به الحركات الشيعية المقاومة ، وثالثا ماذا سنسمي الجندي المغربي إذا ما قتل ضد الحوثيين هل نقول شهيد أم قتيل؟
كما ان بعث هذه القوات سيوقعنا في غلط كان المغرب قد إرتكبه سنة 1977 بتدخله في الزايير نيابة عن فرنسا او كما ظهر على الاقل وقد ادى المغرب بعد ذلك الثمن غاليا من سمعته وقد نعثنا كثيرا بالدولة العميلة للإمبريالية العالمية وبأننا لا نملك القرار داخل الجيش ،أي ان خسائرنا ستكون فادحة على كافة الاصعدة إذا ما تم توريطنا في أية حرب بعيدة عنا .ونتمنى ان تكون هذه التقارير خاطئة ومجرد إشاعات .والجيش المغربي يدافع فقط عن المغرب او المقدسات العربية أو مهمات إنسانية ونحسبه كذلك .والحمد لله رب العالمين. بنان محمد، مهتم بشؤون الأمن القوميالأمن القومي المغربي